ســــورية-درامـــا.. بعيــــداً عـن الأحـــــكام النهائيــــة
فضائيات الأحد 10-1-2010 جوان جان قد يكون من التسرع وعدم الإنصاف، أو من الإفراط في التفاؤل إطلاق أحكام نهائية على فضائيات حديثة العهد، لم تبلغ تجربتها العملية مرحلة تمكِّن من تناولها بشكل معمَّق ودقيق..
ومن هنا فإن أي تناول لتجربة فضائية عربية ناشئة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن هذه التجربة لم تنضج بما يكفي لأن تكون هدفاً لتقييم متشدد أو لتقريظ سابق لأوانه .
ويمكن القول في هذا الإطار أن فضائية سورية-دراما التي مازالت تحبو في بداية طريق محفوف بالأخطار المتجسدة بمنافسة القنوات العربية ذات الطبيعة المشابهة قد استطاعت حتى الآن أن توجد لنفسها موطئ قدم في خارطة التلفزة العربية لأسباب منها أنها ولِدت في مرحلة تحقق فيها الدراما التلفزيونية السورية نجاحات باهرة، وخاصة على صعيد الانتشار الجماهيري على امتداد الساحة العربية، بما يعني أن هذه الساحة على استعداد تام اليوم أكثر من أي يوم مضى لتقبِّل فكرة وجود فضائية سورية متخصصة بالأعمال الدرامية، بل والتفاعل معها ووضعها في موقع الصدارة من المتابعة، كما أن الفضائية تمكنت عبر استعادتها الدائمة للمسلسلات التي تم إنتاجها في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي من استقطاب المزيد من المشاهدين، وبالتحديد الجيل الشاب الذي لم يطِّلع على هذه الأعمال وليست عنده فكرة عنها، وبنفس الوقت حاولت الفضائية الانفتاح على الدراما التلفزيونية العربية –وإن بشكل خجول حتى الآن- فبثّت عدداً قليلاً من المسلسلات العربية وهو أمر طبيعي في ضوء عدم ادّعاء الفضائية اقتصارها على الأعمال المحلية، وهو أمر إن دل على شيء فإنما يدل على السعة والشمولية التي تتعامل بها هذه الفضائية مع المواد التي ينبغي أن تبثها .
من جانب آخر وباعتبار أن مفهوم كلمة «دراما» يشمل الأعمال المسرحية والسينمائية أيضاً ولا يقتصر على الأعمال التلفزيونية كما هو شائع فإن سورية-دراما لا تزال مقصرة حتى الآن في هذا الإطار، إذ مازال اهتمامها بالمادة السينمائية في أضيق حدوده ومقتصراً على السينما السورية ذات الإنتاج القليل الذي لا يمكن أن يغطي حجم الاستهلاك اليومي للبث التلفزيوني، ومن هنا يبدو انفتاح الفضائية على السينما العربية أمراً مطلوباً لإقامة نوع من التوازن بين أقطاب الدراما الثلاثة التي يبدو المسرح أقلها حظاً، إذ مازالت عروضه على هذه الفضائية مقتصرة على بث المسرحيات التجارية في المناسبات والأعياد، وهنا ينبغي أن نذكِّر أن مكتبة التلفزيون تحتوي على عشرات العروض المسرحية الجيدة التي أنتجها المسرح القومي على الرغم من أن قائلاً قد يقول إن عروض المسرح القومي لا تستقطب كل الجمهور، وهذا كلام صحيح، والصحيح أيضاً أنه ما من مادة تلفزيونية بإمكانها أن تستقطب اهتمام كل الجمهور.. وبكل الأحوال فإن القناة تعوض هذا النقص من خلال مواكبتها الحثيثة للأعمال والمهرجانات المسرحية وتعريف الجمهور بها بنفس درجة اهتمامها بالأعمال التلفزيونية الحديثة وما يجري تصويره منها .
|