النظام التركي يدعم الإرهابيين في الشمال، ويقاتل معهم، ويحتل أراض سورية، ويتاجر بمعاناة السوريين، ويبتز بهم الدول الأوروبية من خلال السماح لموجات من المهجرين بالتوجه إلى أوروبا، ويصل مده الإخواني إلى الأراضي الليبية، ويهدد بسياساته الأمن والسلم والاستقرار الدولي، ومع ذلك لم نسمع أحداً يدينه أو يحاسبه.
ما جرى كان خلافاً لذلك، فهناك الأميركي الذي ربت على كتف أردوغان، وقال له امض في عدوانك، فنحن معك، وإن لم يكن على الأرض أو في السماء، فيكفي أننا معك، وهناك الفرنسي الذي وصل به العمى السياسي إلى قلب الحقائق في الميدان والتحدث وكأن إدلب محافظة تركية، وهناك من تعاطف مع النظام التركي وجنود احتلاله الذين سقطوا وهم يقاتلون مع إرهابيي جبهة النصرة في إدلب.
لو أن الجيش العربي السوري هو من استهدف اسطنبول، أو أنقرة، أو أزمير، أو أضنة، بقاذفاته الصاروخية، أو كان هو من دخل عسكرياً إلى العمق التركي، واحتل أراضٍ فيها، وهجّر سكانها، وارتكب بحقهم المجازر، وقطع عنهم الماء والكهرباء، هل كنا وجدنا ردود الفعل الدولية والإقليمية نفسها؟!
الجواب واضح، ولا يحتاج إلى أي تفكير، فالهدف من كل هذا العدوان على الجبهة الشمالية خاصة، هو سورية بسيادتها ووحدتها وجغرافيتها وجيشها وشعبها ونسيجها الوطني.
سورية تحارب الإرهابيين، وهي صاحبة الحق القطعي في الدفاع عن أراضيها، وستواصل معاركها التحريرية حتى تطهير آخر ذرة تراب منها، والأميركي والفرنسي والبريطاني ومعهم التركي والإسرائيلي وأعراب التطبيع يدركون ذلك، ولكنهم يتعمدون إغلاق عيونهم وصمّ آذانهم.
المعتدون مهزومون، وهم وإرهابيوهم مدحورون، وبهزائمهم وعنترياتهم الجوفاء يهرولون على دروب نهايتهم التي يكتب الجيش العربي السوري صفحاتها الأخيرة.