وعلى ذلك نحن أمام المشاهد الأخيرة من هذا المسلسل الطويل الذي لم يكن لاتحاد كرة القدم أي ذنب في التأخير الحاصل بإنجازه، على اعتبار أن المكتب التنفيذي السابق للاتحاد الرياضي العام لم يقم بالإجراءات اللازمة لاستقدام المدرب في الوقت المناسب، وهو ما أدى بطبيعة الحال للتأخير الحاصل قبل التوقيع على عقد رسمي مع الكابتن نبيل معلول.
هناك نقطتان لا بد أن يرتكز عليهما الشارع الرياضي في علاقته مع المدرب المنتظر لنسور قاسيون، وهما الصبر والدعم حيث يجب أن يكون لهاتين النقطتين دور فاعل في بلورة آراء منطقية، قبل إطلاق أحكام أولية أو حتى نهائية على العمل الذي سيقدمه المدرب التونسي الشهير مع رجال كرتنا.
بالنسبة لحيثية الصبر فإن السواد الأعظم من متابعي المنتخب وعشاقه يعلمون أن استقدام الكابتن نبيل معلول جاء بهدف تطوير الأداء ومحاولة التأهل إلى كأس العالم (قطر٢٠٢٢)، وهذا ما يعني أن الحكم على ما سيقدمه المنتخب في مباراتي المالديف وغوام المقبلتين لمنتخبنا في التصفيات الآسيوية المزدوجة لن يكون منطقياَ، لأن لمسات المدرب لن تظهر خلال أيام قليلة أثناء تواجده مع المنتخب قبل المباراتين المذكورتين، بينما سيكون الحكم أكثر إقناعاَ عندما سيتم التقييم على ما سيقدمه المدرب التونسي مع منتخبنا خلال الدور الحاسم من التصفيات المونديالية، وخلال نهائيات آسيا المقبلة (الصين٢٠٢٣)، على اعتبار أن منتخبنا قد بات قاب قوسين أو أدنى من التأهل إلى الدور الحاسم وإلى النهائيات الآسيوية.
أما بالنسبة لحيثية الدعم فالمقصود فيها محاولة رفع الضغوط عن كاهل المنتخب ومدربه، ومنح حيز واسع من الثقة بعمل المدرب ولا سيما أن التعاقد معه قد جاء بناء على دراسة وتوصية أعدتها لجنة المنتخبات الوطنية، وهي التي تضم خيرة خبرات كرتنا ولم يكن نتيجة رغبة شخصية من رئيس مجلس إدارة الاتحاد الكروي أو أحد أعضائه.
على ذلك ووفقا لما سبق فإن مسألتي الصبر والدعم تمثلان نقطتي ارتكاز، وحالة لا بد أن تعتري شكل ومضمون العلاقة بين الشارع الرياضي ومعه الإعلام الرياضي من جهة والكادر الفني لمنتخبنا من جهة أخرى، على أمل أن ينجح منتخبنا في الوصول إلى تطلعات عشاقه وطموحات القائمين عليه.