إن تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العنصرية، أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الصهيونية «آيباك»، تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي وللشرعية الدولية وقراراتها.
وشددت الخارجية في بيان لها أمس على أن صمت العالم على مثل هذه المواقف ليس تعبيراً عن العجز الدولي فحسب، وإنما شكل من أشكال التواطؤ في تهميش دور الأمم المتحدة وخلخلة مرتكزات النظام الدولي القائم بهدف إعادة تشكيله وبنائه وفقاً لشريعة الغاب وعنجهية القوة.
وأدانت الوزارة مواقف بومبيو واعتبرتها ترجمة لبنود «صفقة القرن» المشؤومة، واعتناقاً للايديولوجيا الصهيونية الرامية لاحتلال كل الأرض الفلسطينية وتهويدها والاستيطان فيها، واعترافاً أميركياً رسمياً بالانقلاب على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعكست منطق البلطجة والقوة الذي تتبناه إدارة دونالد ترامب في سياستها الخارجية بديلاً عن القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، مضيفة انه كما لجأ بنيامين نتنياهو إلى تقديم وعود بضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة لتحسين فرصه الانتخابية، أقدم بومبيو على تقديم جملة كبيرة من الوعود الوقحة لكسب أصوات الصهاينة في الانتخابات الأميركية القادمة على حساب الحقوق الفلسطينية في ما يشبه البيان الانتخابي المسبق.
وتابعت الخارجية ان بومبيو اختار توجيه عدد من الانتقادات لعدة أطراف تقوم بانتقاد انحياز إدارة ترامب للكيان الإسرائيلي والانتصار للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها بمن فيهم أعضاء الكونغرس الأميركي، وصبّ جام غضبه على مجلس حقوق الإنسان بسبب قاعدة البيانات التي نشرها، متوعداً بإجراءات عقابية وإخطارات للدول ولكل من يحاول المساس بالشركات الأميركية العاملة في المستوطنات، مدعياً أن ما تقوله وتفعله إدارة ترامب هو «الحقيقة» بعينها، في قلب تعسفي وعنيف لحقائق الصراع والتاريخ والواقع.
كلام بومبيو العنصري الذي يسلط الضوء على حقيقة العلاقة العضوية المشبوهة بين اميركا والكيان الاسرائيلي جاء بالتوازي مع قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي باعتقال 21 فلسطينيا أمس في مناطق متفرقة بالضفة الغربية. وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات وقرى في القدس المحتلة والخليل ورام الله ونابلس وطولكرم وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 21 منهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي منطقة المخرور في بيت جالا غرب بيت لحم بالضفة الغربية وجرفت أراضي الفلسطينيين فيها. واعتدى مستوطنون اسرائيليون على اراضي الفلسطينيين في بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل بالضفة واستولوا على 12 دونما.
على صعيد مواز صدّ أهالي بلدة مادما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية هجوما للمستوطنين على أطراف البلدة.
وقال رئيس مجلس قروي مادما حازم نصار أن حارس ما يسمى مستوطنة «يتسهار» يرافقه نحو 30 مستوطنا، هاجموا طواقم المجلس القروي التي تعمل بمد خط مياه بالمنطقة الجنوبية، مضيفا أن المستوطنين حاولوا طرد العمال ومنع استكمال عملهم، وتداعى الاهالي لإسناد العمال، ما دفع المستوطنين للابتعاد.
ووصلت قوات الاحتلال التي عملت على تأمين الحماية للمستوطنين، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين.
في السياق جدد عشرات المستوطنين أمس اقتحام المسجد الاقصى بحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي وذكرت وكالة «وفا» أن 161 مستوطنا اقتحموا الاقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
بموازاة ذلك طالب مركز «حماية» لحقوق الإنسان منظمة «اليونيسف» بضرورة التدخل لوقف انتهاكات المستوطنين بحق الأطفال الفلسطينيين.
وأدان المركز في رسالة وجهها لمكتب «اليونيسف» في الأراضي الفلسطينية، اعتداء مستوطن صهيوني مسلح على طفل فلسطيني يلعب كرة القدم في حي السهلة بالبلدة القديمة بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهدده بالقتل وصوب سلاحه تجاه الطفل، إضافة إلى شتمه بالألفاظ النابية.
وأوضح أن هذه الأفعال تعكس الاجرام الممارس ضد الفلسطينيين ومدى انتهاكاها للمواثيق الدولية والاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التي تتعلق بحماية الاشخاص المدنيين ولاسيما فئة الأطفال.