جراء ارتكابها جرائم حرب ضد الفلسطينيين واستخدام الجيش الإسرائيلي الفوسفور الأبيض المحرم دولياً ضد السكان المدنيين.
لقد تقدم محامون نرويجيون بدعوى قضائية تطالب بملاحقة ومحاكمة 11 مسؤولاً إسرائيلياً بتهمة الإيعاز للجيش الإسرائيلي بالقضاء نهائياً على قطاع غزة، ومن بين هؤلاء المسؤولين رئيس الوزراء أولمرت ووزيرة الخارجية ليفني ووزير الحرب باراك، وقد قدم هؤلاء المحامون دعواهم بموجب قانون جديد يجيز اتهام أجانب بارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية حتى لو كانت ارتكبت خارج أرض النرويج.
والآن بعد مضي ثلاثة أشهر على نهاية الحرب ها هو قطاع غزة يسقط في غياهب النسيان، والظروف المأساوية التي يعيشها مليون ونصف المليون غزاوي في هذه البقعة المحدودة من الأرض لم تتغير وبقيت كما كانت عليه قبل الحرب، بل ازدادت سوءاً، فالمعابر لا تزال مغلقة والحدود مع مصر أغلقت هي الأخرى والسلطات الإسرائيلية لا تسمح إلا بإدخال بعض المواد الغذائية الضرورية والمواد الطبية، على الرغم من تواجد مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات أمام المعابر في حين يعاني القطاع من نقص في الوقود الصناعي والغاز المنزلي وما هو متوفر من هاتين المادتين لا يغطي إلا7٪ إلى 25 من الاحتياحات.
كما أن سكان قطاع غزة يعانون من شح المياه، وهناك132 ألف فلسطيني محرومون من مياه الشرب، بينهم 32 ألفاً لا يحصلون على الماء نهائياً، في حين أن هناك مئة ألف آخرين يحصلون على الماء كل يومين أو ثلاثة ما ساعد على تفشي الأمراض المعوية بشكل خطير، وهذا بدوره ينذر بوقوع كارثة صحية، سكان غزة بانتظار أن تتحرك الأمور وتتحسن أوضاعهم، فمنذ انعقاد مؤتمر شرم الشيخ في 2 آذار وتعهد 80 دولة ومنظمة بمنح 4.5 مليارات دولار كمساعدة لإعادة إعمار القطاع لم يتحقق أي شيء حتى الآن من تلك الوعود بعد أن وضعت إسرائيل شرطين لفتح المعابر: إطلاق سراح جلعاد شاليط ورفض تسليم الإعانات المالية إلى حماس.
كما أن سلطات الاحتلال تمنع دخول مواد البناء الأساسية من اسمنت وحديد، ما يعني عرقلة إعادة إعمار القطاع وإعادة بناء البيوت التي هدمتها إسرائيل فوق رؤوس أصحابها، وفي الوقت الذي تتعثر فيه مفاوضات المصالحة الجارية بين حماس وفتح يتساءل سكان غزة إلى متى هم مستمرون في التهاوي إلى الجحيم؟
فمنذ وصول حماس إلى السلطة فرض عليهم المجتمع الدولي حصاراً اقتصادياً جائراً كعقوبة على خيارهم، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف ظروف حياتهم عن التدهور وها هم بانتظار معجزة تنقذهم من المأساة.
20/5/2009