تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أدب النصيحة...القمة..للجميع

آراء
الأثنين 25-5-2009م
أكرم شريم

جميعنا يعلم أن المسير الطويل رياضة، وثمة فرق لهذا المسير الطويل وتسمي نفسها عادة فرق المشي أو فريق المشي وقد تصل المسافة التي يقطعونها إلى عشرات الكيلومترات في اليوم الواحد.

فهم يحددون هدفاً لكي يصلوا إليه كما يتفقون على موقع معين يبتدئون منه، ومن ذلك أيضاً وهو موضوعنا اليوم فرق الصعود إلى الجبال والقمم وما أجملها رياضة ومشاركة و(جمعة) وحياة! وهذه كلها فرق شعبية تنشأ وحدها (وشعبية هنا بمعنى عامة ومن أي فئة أو سوية من المجتمع وليس من الأحياء الشعبية وحسب.)‏

وتنشأ بشكل عفوي وتلقائي هنا أو هناك، فهم يحددون وقتاً معيناً وغالباً ما يكون في الصباح الباكر وينطلقون أفراداً وعائلات كاسرين بذلك أعراف الاختلاط وعدم الاختلاط، والكبار وحدهم والصغار وحدهم، وكل أعراف وأمراض النخبة والمثقفين وهذا لباس قديم وهذا حديث، وهذه جلست على الأرض وتلك استلقت فنامت وتفرد طعامك ويشاركك فيه من يشاء وتشارك أنت في طعامه من تشاء، فلا كاميرات تتابع هؤلاء الرياضيين ولا إعلام ولا يوجد مدربون وحكام ولا شاشات تراقبك لتعلنك، وهذه الأيام من السنة هي بداية التحضير والانطلاق لمثل هذه الفرق الرياضية الشعبية العفوية.‏

قد تكون مثل هذه الفرق قليلة في بلادنا ولكنها أيضاً تصل إلى القمة، إنها دائماً تصل إلى هدف المسير مهما كان بعيداً وصعباً ودائماً تصل إلى القمة مهما كانت بعيدة أو مرتفعة ومستحيلة.‏

ولا يخفى على أحد منا أن القمة والتي هي للفرد وللجماعة قد تكون معنوية أيضاً وبهذا تصبح أشبه ما تكون بالساحة المفتوحة لكل فرد أوجماعة.فلا فرق في الوصول إليها بين غني أو فقير قادر أو بائس، أبيض أو أسود وإذا كانت كما رأينا للجميع فهذا يعني أنه لا توجد دونها أبواب ولا نوافذ (وبكل المعاني) «لا أقفال ولا حرس»، والأكثر هنا أن القمة موجودة في كل المجالات مهما كانت صعبة أو سهلة مسموحة أو شائكة (وبكل المعاني أيضاً). يبدو أنها وفي نهاية الحديث عنها شيء يشبه الحق وهو حق للجميع طبعاً وطالما هي كذلك فلماذا لا تتحول إلى ثقافة؟ ثقافة عامة على الأقل لكي يصبح من السهل علينا كأفراد وجماعات أن نصدق أنها حق فعلاً وأن الطريق إليها مفتوح ومن كل جانب وأن الوصول إليها كان ولا يزال بإمكان الجميع.‏

ولكن هل الأمر بهذه السهولة وهذه الافتراضات البسيطة؟ تعالوا نسأل أحد الواصلين الذي كان يلوح لنا من الأعلى ألم تشعر بالتعب المستحيل؟ والجواب: بلى! ولكن يوجد شيء اسمه قهر التعب، فكلما حاول أن يقهرني أتغلب عليه بالنفس التي يساعدها العقل فأقهره وأعود كما كنت نشيطاً وجديداً وسؤال آخر: هل حقاً إن القمة للجميع لكل هؤلاء الناس البسطاء والفقراء والضعاف والصغار والعاجزين والمنبوذين والمعزولين؟ الجواب: نعم فهي ليست باسم أحد ولا ملكاً لأحد ولكن داروا سفهاءكم الذين يشتمون ويسخرون من كل شيء حتى من الجمال والطموح حتى الفكاهة يحتقرونها وهنا النصيحة.‏

دعوا هؤلاء المرضى النفسيين جانباً وابدؤوا من الآن بتشكيل مثل هذه الفرق الشعبية العفوية التي تبعث الدفء والحياة والفرح في كل عروق النفس الانسانية وفي كل عروق وفروع الحياة أيضاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية