تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسرائيل هي العدو.. هل نخبر العرب؟

آراء
الأثنين 25-5-2009م
صالح صالح

بعض العرب وضمن برنامج غامض يحاول أن يسوق تصوراً غير مفهوم الغايات والأهداف، بحرف الصراع العربي الصهيوني عن مساره الصحيح واستبداله بصراعات أخرى من خلال خلق عدو وهمي مفترض في مخيلتهم بعيداً عن العدو الحقيقي للأمة العربية.

ومن سوء الحظ أن هذا المسعى يتطابق مع أهداف الحكومة الإسرائيلية شديدة التطرف التي يترأسها المجرم بنيامين نتنياهو ويحركها المجرم الأشد تطرفاً وعنصرية وزير خارجيته افيغدور ليبرمان.‏

ومن المؤسف في ظل هذا الواقع أن نجد أنفسنا مضطرين أن نعيد على مسامع من ينحون هذا المنحى التعريف البسيط للعدو باعتبار ذلك ضرورة ملحة الآن حتى تتوضح الصورة الصحيحة بكل أبعادها، فالعدو بالمفهوم الجمعي هو جماعة ذات هوية محددة تهدد جماعة أخرى وتتعرض لها بالاعتداء والعنف وتوقع بها الأضرار المادية والمعنوية، أما العدوان فهو سلوك يتسم بالعنف ويتمثل بقول أو فعل موجه نحو شخص أو عدة أشخاص للإضرار بهم وبممتلكاتهم.‏

أليس هذا ماتمارسه إسرائيل في سلوكها اليومي وهو مايعطينا الحق المطلق في أن نعتبرها العدو الأول والوحيد في المدى المنظور لأنها لاترى بالعرب إلا عدواً مبيناً يجب استئصاله من الوجود والقضاء عليه بشكل كامل.‏

والمشكلة في هذا ليست في إسرائيل فهي تمارس ماتعتقده، المشكلة فيمن لايرى بإسرائيل عدوه الصريح، وهذه الرؤية متحدرة بالأصل من فقدان البوصلة الصحيحة للتوجه الوطني والقومي ما جعلهم يلقون بمراسيهم في المرافىء الخاطئة.‏

الموقف المحير لهؤلاء وبعد تحديدنا لمفهوم العدو وتوصيفه يفرض علينا أن نخبرهم وإن كنا نعتقد أن ذلك من السذاجة، لأنهم في الحقيقة يعرفون أن إسرائيل ومنذ قيامها تشن حرب إبادة على العرب وتنفذ المذابح الجماعية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من القتلى والجرحى غالبيتهم من الأطفال والنساء. قصفت المدن والأحياء، دمرت المدارس والمستشفيات ودور العبادة، مارست التطهير العرقي ضد العرب، طردت وشردت ملايين الأشخاص وأخرجتهم من ديارهم واستولت على أراضيهم، استعملت في ذلك كل أنواع الأسلحة المسموحة وغير المسموحة والمحرمة دولياً وأخلاقياً.‏

إسرائيل تمارس التمييز والكراهية والعنصرية والتعصب العرقي والديني.. وهي في ذلك لاتفرق بين عربي وآخر ولابين قطر وآخر وقد تجاوز عدوانها الشعب الفلسطيني ليشمل كل العرب، وأينما وجدوا، فالعربي الجيد في مفهومهم هو العربي الميت.‏

إسرائيل هي الخطر الداهم على كل العرب وعلى أمنهم القومي لأنها عدو مجرم ليس لديه أي قيم ولامعايير أخلاقية أو إنسانية، عدو يدعي التقدم والمدنية والديمقراطية، بينما ممارساته على الأرض تتنافى مع كل ذلك إنها و بكل بساطة تسعى لبسط نفوذها وسيطرتها على الوطن العربي بالقوة والعنف والعدوان، وفرض الأمر الواقع.‏

إسرائيل هذه أنتجت في انتخاباتها الأخيرة حكومة يمينية إجرامية متطرفة تدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية لتنفجر بأكملها، فهي لاتستطيع العيش بلا حروب وعدوان وقتل وتدمير.‏

ترفض استمرار التفاوض مع العرب وتدير ظهرها لحل الدولتين ولخريطة الطريق ومبادىء الأرض مقابل السلام، وترفض حتى مناقشة العرب في مبادرتهم للسلام التي تحظى بموافقة كل الدول العربية، وبدعم دولي يعطيها بعداً أوسع ويضفي عليها الشرعية.‏

هل يعرف الذين يسوقون إسرائيل بأنها الجار والشريك الذي لابد لنا من التعامل معه، والاستفادة من إمكاناته البشرية والعلمية والتقنية المتطورة؟، إنها تتعامل مع العرب باعتبارهم جبهة مواجهة واحدة مفتوحة يجب تدميرها وإسقاطها كاملة.‏

هل نخبر الذين باتوا يعتقدون أن إسرائيل دولة محبة وتعاون، تعشق السلام وتعمل لتحقيقه، أنهم مخطئون ومضللون، وأن إسرائيل هي العدو وأنها لن تتوقف عن التآمر على العرب ولاتخفي أطماعها بأرضهم ومياههم وثرواتهم ومهما فعلوا فلن يستطيعوا تغيير حقائق التاريخ والجغرافيا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية