تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفنان.. والتغيير

آراء
الأثنين 25-5-2009م
إلياس الفاضل

ليس يكفي أن تؤلف أغنية ثورية حتى تشارك في الثورة وإنما ينبغي أن تصنع هذه الثورة مع الشعب.. ثم تأتي الأغاني من تلقاء ذاتها،

إذاً ليس هناك أي مكان خارج حدود المعركة للفنان ولا للمثقف، إنما يجب أن ينخرط الفنان ذاته في العمل الشعبي، أن ينطلق مع الجماهير للانقضاض على الأوضاع الفاسدة وقلبها رأساً على عقب في سبيل خلق المجتمع التقدمي الحر.‏

ولهذا يترتب على الفنان أن يعيش التجربة، أن يحياها بكل أبعادها حتى يستطيع أن يكشف عن رسالة جيله وسط غيوم الظلام ويعمل بكل عزم لتأديتها على خير وجه.‏

إن المجتمع العربي يشهد في هذه المرحلة تحولاً جذرياً شاملاً في حياته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بفعل ثورته على واقعه المتردي المتخلف وعلى القوالب التي تجمد فيها خلال عصور الانحطاط الطويلة.‏

من هنا يترتب على الفنان باعتباره طليعة هذا الشعب، وحامل مشعل الهداية أمامه‏

من هنا يترتب عليه أن يضع موهبته في توعية الجماهير وفي قيادتها نحو النور والحياة الجديدة بإعلان الحرب على جميع القيم الفاسدة المهترئة، على الرواسب السقيمة، على الأوضاع المتردية والعمل على جعل المجتمع مرناً وقابلاً لتبديل بنائه الاجتماعي.‏

إننا نعيش في مجتمع غير متكامل، مجتمع يحمل سيوف العقم والجمود وينزل بها تمزيقاً بكل ا لقيم الجديدة ويشدد الحصار عليها، محاولاً تجميدها ودحرها.‏

إننا نعيش في مجتمع يأخذ منذ أمد لا حصر له دور الهجوم، بينما تأخذ الأفكار الجديدة دور الدفاع وعلى الفنان في هذه المرحلة من تاريخنا أن يعكس الوضع أن يأخذ دور الهجوم، دور المحارب الشجاع الذي لا يتراجع وبذلك نستطيع أن نصنع شيئاً أن نخلق الأدب الذي نريد وأن ننشر الأفكار الجديدة القادرة على صنع المجتمع الجديد المتطور.‏

إن الفنان الذي يريد أن يبدع أثراً أدبياً أو بالتالي أثراً قومياً ويصر على أن يصف شعبه يخطئ هدفه، لأن الأثر الإبداعي لا يكون بنقل الواقع القومي نقلاً دقيقاً، نقلاً على إيقاع فيه، نقلاً هادئاً ساكناً جامداً، بل يتم عن طريق اللحاق بركب الشعب الذي يشق طريقه نحو قمة التاريخ والانخراط الفعلي الجاد معه في اندفاعه نحو تحقيق أهدافه وآماله والانتقال من التصوير الفوتوغرافي الدقيق لمظاهر الأشياء والأحداث إلى صميم هذه الأشياء والأحداث، الانتقال من النظر من بعيد إلى الأشياء والأحداث نظرة هندسية مسطحة إلى المكان الذي يقيم فيه الشعب، فهناك لا شك يضيء الادراك ويتألق الإلهام.‏

إن أول واجب ملقى على عاتق الفنان هو أن يحدد بوضوح الشعب الذي هو موضوع إبداعه وليس بوسعه أن يتقدم في قوة وعزم إلا إذا وعى حقيقة أمره وحقيقة ثقافته، والحقيقة التي يجب عليه أن يعيها هي العمل والكفاح من أجل توضيح المستقبل، من أجل رسم خطوطه العريضة وإعداد الأرض التي بدأت تتفتح عن براعم مزهرة وأن يضع ثقافته في القلب من كفاح التحرير والكفاح من أجل البقاء والانتاج والتعمير.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 25/05/2009 02:41

ماهذا؟!..أخال أن الكاتب استحضر خطبة ثورية قديمة, وكل مافعل أن ألغى كلمة مناضل أو ثوري ووضع مكانها كلمة فنان,طيب ياأخي إذا كان الفنان طليعة الشعب وحامل مشعل الهداية, فماذا يكون المفكر والباحث والمنظر والقائد والسياسي والمخترع والفقيه...إلخ؟, هل يسيرون وراء الفنان؟,ثم إنك في بداية المقال أشرت للفنان بالمغني ولاأدري كيف جعلته محاربا ومنظرا , مع أنك استنكرت عليه الإكتفاء بأداء الأغاني الثورية!, طيب هذا الفنان يملك موهبة الغناء مثلا, فهل عليه التخلي عن الغناء والإنخراط مع الثوار؟!, ثم إلى أين ؟ فقد افتكرت بداية أنك تدعو للثورة على الإحتلال, فإذ بك تدعو للثورة على أعراف المجتمع!, ياأخي لاتؤخذ الأعراف إلا بمسار الزمن, فهو الأسلم للتغيير.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية