|
والـدة الأسـيرين «المقت»:أولادي رددوا أثناء محاكمتهم نشـــيد «حماة الديار» الجولان في القلب رغم ماتعرضوا له من إجراءات وعقوبات في رحلة اعتقالهم المتواصلة منذ 24 عاماً. في بيوت مجدل شمس تزين صور الأبطال الذين تحاول القوات الصهيونية شطبهم من كل صفقات التبادل وعمليات الإفراج هم أقدم الأسرى السوريين من الجولان المحتل.
تقول والدة بشر وصدقي المقت نظراً لمواقف العائلة النضالية والوطنية لم يسلم أحد من استهداف الاحتلال وحملات الاعتقالات المتتالية فابنها، فخري اعتقل في سن 14 للمرة الأولى وتكرر اعتقاله لمرات عديدة وتضيف في إحدى المرات اعتقلت قوات الاحتلال ولديها فخري وعلي ولدى الإفراج عنهما اعتقلت «فرج وميمون» وأحياناً كان يجتمع أبناؤها الأربعة في السجن، فقد اعتقل فخري وعلي وبشر وصدقي في فترة واحدة وكانت قوات الاحتلال تتعمد توزيعهم على السجون كي تسبب للعائلة معاناة قاسية. فصور المعاناة في رحلة العذاب التي تعيشها عائلة المقت وخاصة الوالدة محمودة وهي كما تقول تسعى للتواصل مع أبنائها وزيارتهم ومتابعة قضيتهم وفي إحدى المرات صادف في يوم واحد زيارة صدقي ومحاكمة بشر وزيارة فخري ومحاكمة علي وكل منهم في سجن مختلف ومحكمة أخرى وتضيف كان يوماً شاقاً وصعباً ومؤلماً لأنها لم تتمكن من التواصل معهم جميعاً في ظل تلك الظروف التي كانت تستهدف العقاب والانتقام وتشديد الخناق على أبنائها وحرمانهم من التواصل مع أسرتهم التي صمدت في مواجهة هذا الواقع المأساوي الذي لم ولن ينال من إرادتهم الصلبة. واجهت الوالدة بشر وصدقي في كل يوم مأساة ومحنة ومحطة عذاب بدأت باعتقال بشر في 11/8/1985 وصدقي ورفيقه عاصم الولي في 23-8 الذين تعرضوا للتحقيق والتعذيب وكل أساليب القمع والعزل بتهمة تشكيل أول تنظيم عسكري في الجولان بعد الاحتلال حمل اسم - حركة المقاومة السرية في الجولان- وتنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال، وبعد حملات الانتقام والعذاب حوكم بشر بالمحكمة المركزية في الناصرة عام 1986 بالسجن الفعلي لمدة 10 أعوام +10 أعوام مع وقف التنفيذ ولكن الحكم لن يكن كافياً للاحتلال فعقدت له جلسة أخرى بالعام ذاته بالمحكمة العسكرية في اللد حيث أصدرت بحقه حكماً آخر يقضي بالسجن لمدة 27 عاماً مع شقيقه صدقي ورفيقه عاصم محمود الولي فحوكما بالسجن لمدة 27 عاماً ورغم ذلك فإن الأحكام التعسفية لم تنل من عزيمتهم ومعنوياتهم حيث أعلنوا في تلك الجلسة وبشكل واضح أمام المحكمة أنهم يفتخرون بنضالهم ضد الاحتلال وتمسكهم بالهوية السورية وبعدما رفضوا الوقوف للقاضي رددوا النشيد العربي السوري حماة الديار داخل المحكمة. ومرة أخرى تجد الوالدة محمودة نفسها على بوابات السجون التي تنقلت على بواباتها من عام لآخرتحمل هموم وآلام وعذابات أبنائها في مواجهة إجراءات إدارة السجون التي عاملتهم بطريقة مختلفة بهدف عقابهم والانتقام منهم، فتعرضوا للعزل والعقاب وحرمان الزيارات وتنقلوا من سجن لآخر في ظل ظروف اعتقالية صعبة وقاسية سرعان مادفع بشر ثمنها من صحته وحياته. وخلال اعتقال بشر وصدقي رفضت قوات الاحتلال الإفراج عنهم وشطبت أسماءهم من كل صفقات التبادل وعمليات الإفراج وعزلت ملفهم عن ملف الأسرى الفلسطينيين بينما استمرت في اعتقالهم في ظروف غير إنسانية حتى تدهورت الحالة الصحية لبشر وفي 14-6-2007 أصيب بغيبوبة في سجن الجلبوع وأمضى 3 أيام دون علاج ولولا الرعاية الإلهية لفقد حياته إثر إصابته بمضاعفات حادة وانسداد في شرايين القلب إلى جانب انعدام الرؤية في عينه اليمنى وآلام حادة في المعدة أجريت له قسطرة ولكنها لم تنجح، وفي ظل ظروف السجن والاعتقال وسياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها إدارة السجون بحق الأسرى تدهور وضع بشر الصحي بشكل خطير. وتحركت عدة جهات لمساندة طلب الإفراج عن بشر ليتسنى علاجه خارج المعتقل تلافياً للآثار الخطيرة لحالته الصحية التي لم تتحسن، لكن قوات الاحتلال رفضت كل هذه المطالب التي كانت تشير إلى حاجته لعلاج خارج المعتقل، لكن كل المحاولات باءت بالفشل نتيجة تمسك قوات الاحتلال برأيها الذي يشير إلى أنه لايحتاج لعلاج خارج المعتقل وذلك من خلال تقديم إدارة السجون. لتقارير مزورة عن حالة بشر، في حين أن حالته تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وهويتعرض لموت بطيء. والأسير بشر ولد في 15/12/1965 وأنهى دراسته الابتدائية في مجدل شمس والمرحلة الثانوية في مدرسة مسعدة في الجولان المحتل وتقدم للالتحاق بجامعات الاتحاد السوفييتي للحصول على شهادة جامعية ولم يتمكن من مواصلة تعليمه بسبب اعتقاله. *** أسرانا لن ننساهم
|