واشتراطه على الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل دولة يهودية قبل استئناف المفاوضات معهم , يكون نتنياهو قد اكد حقيقة ان السلام المبني على انهاء الاحتلال وحق الفلسطينيين باقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ليس في وارد حكومته, وان ما هو في واردها فقط مجرد سلام اجوف يقوم على تمرير الشروط التعجيزية السابقة , ويشمل ترتيبات امنية واقتصادية تخدم اسرائيل ولاتقدم للفلسطينيين سوى المزيد من عوامل الفرقة والانقسام لانها ستكون موضع خلاف حاد فيما بينهم , خصوصا وانها تستهدف تصفية المقاومة خدمة للامن الاسرائيلي على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية.
والنقطة النهائية التي يريد نتنياهو بلوغها بهذه المواقف الرافضة صراحة لمبادىء السلام واسسه هي تغيير قواعد السلام ومفهومه المستمد من جوهو القانون الدولي واحلال مفهوم وقواعد جديدة له تقوم على شطب الارض من موضوع التفاوض تماشيا مع طرحه القديم ((السلام مقابل السلام والسلام مقابل الامن)).
والرفض الثابت الذي يبديه نتنياهو حيال مسألة الانسحاب الكامل بذرائع واهية واكاذيب باطلة يفضح خفايا لعبته لتغيير اسس السلام وجوهره.
لكن الخطير في هذه اللعبة هو التداعيات التي ستتركها على المنطقة في حال استمر نتنياهو بممارستها , لماذا ؟ لان بديل السلام في حال تغييبه وتبديد فرصه وتعطيل جهوده جراء الرفض الاسرائيلي الناجم عن الطمع بابتلاع الارض واغراقها بالاستيطان العنصري , سيكون حالة من الفوضى والاضطرابات الخطيرة التي تعم الشرق الاوسط وتطول اسرائيل قبل غيرها لان سياستها الرافضة للسلام هي المسبب لهذه الحالة.
وعلى هذا فان الرفض الاسرائيلي للسلام يشكل التهديد الاكبر لاستقرار المنطقة وتاليا للسلم الدولي بحكم العلاقة الرابطة بين الاستقرار الاقليمي وهذا السلم , ولان السلام القائم على اعادة الارض والحقوق لاصحابها الشرعيين وحده العامل الضامن للاستقرار والامن , فقد حذر السيد الرئيس بشار الاسد من ان المنطقة ستشهد اضطرابات مختلفة بسبب الرفض الاسرائيلي للسلام, ليكون هذا التحذير قراءة مستقبلية تحمل رسالة تنبيه للمجتمع الدولي من مخاطر استمرار الرفض الاسرائيلي وتداعياته , تدفعه الى التحرك مبكرا لتحقيق السلام العادل صونا للاستقرار والسلم.