تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الـــــغـضـب الــــــــدّامـــي

ثقافة
السبت 10-1-2009
هشام عمران

ماذا أقول وبيت الله يُقتحم

والقدس تُسبى وحق العرب يُهتضم؟‏

ماذا أقول وأرض العرب نازفة‏

والموت يحصد أكباداً ويلتهم؟‏

ماذا أقول لأطفال تحاصرهم‏

نار الطغاة وبالأحشاء تضطرم؟‏

عاد البغيض إلى الأقصى يدنسه‏

بالقتل يمضي وبالإجرام يتسم‏

بالحقد عاد وصمت العُرب يدفعه‏

والخزي بين عروش البعض يرتسم‏

ضنّوا بغزة واغتالوا كرامتها‏

وصفقوا لجيوش الذّل واحترموا‏

تمسكوا بحبال الشرّ تلفحهم‏

نار الخيانة لا عهدٌ ولا ذمم‏

وبنت غزة ثارت وهي صامدة‏

تودع الأحمر القاني وتبتسم‏

تمشي فخاراً ولا تخشى لمغتصب‏

في كل بيت لها سيف ومعتصم‏

في كل بيت فدائي يمد لها‏

يد الإخاء فلا خوف ولا سأم‏

هبت تصيح بأصوات مجلجلة‏

أين العروبة والإسلام والنظم؟‏

هبت لتسأل أسياداً وآصرة‏

أين المروءة والإيثار والشيم؟‏

أين الحمية من عدنان توقظهم؟‏

أين الرماح وأين الخيل والحشم؟‏

فالأرض تشكو زعامات وأنظمة‏

والشعب يصرخ والأحجار والحرم‏

والقدس من صمم الآذان غاضبةٌ‏

فالصمت يفتك بالأرواح والألم‏

خلائق الله تُسبى من مساجدها‏

ويُذبح الشيخ والمولود والهرم‏

والغرب يرنو إلى الأجداث مغتبطاً‏

كأنما العرب في آذانهم صمم‏

ثوروا لغزة يا أحرار وانتفضوا‏

وحطموا القيد والأغلال وانسجموا‏

لولا انقطاع وصال العرب ما احتشدت‏

جحافل البغي حول القدس تزدحم‏

فالغرب مزق أوصالاً وأفئدة‏

وجاء يبني دويلات ويقتسم‏

فصدقوه وساروا في مراكبه‏

وعوموا العار حتى غاصت القدم‏

هذا حصاد سلام راح ينشده‏

بعض الدعاة ومن بالغرب يلتحم‏

لكن غزة لن تنسى شراكتهم‏

والشعب من حمق الجاني سينتقم‏

يا أهل غزة صبراً في معاقلكم‏

فالله يكبر ما تعطوه والأمم‏

كل الشعوب تمدّ الكف هاتفة‏

لبيك غزة قال العرب والعجم‏

لبيك غزة فالرايات خافقة‏

والنصر آتٍ وعرش الذل ينهدم‏

هذي الشآم لغير الله ما ركعت‏

ولا استمالت لغربٍ قربه سقم‏

ظلت على قمم العلياء شامخة‏

راياتها بجبين الشمس تلتطم‏

منها السلام إلى الأبطال ترسله‏

والحب منها ومنها العزم والكرم‏

للقدس تفتح أبواباً وأفئدة‏

وتمسح الجرح تحناناً فيلتئم‏

يا قدس جرحك هزّ الكون قاطبة‏

وأجج الروح حتى ثارت الهمم‏

يا قدس جرحك إنذار بعاصفة‏

تفجر الأرض ثورات وتحتدم‏

لن يهدأ الشعب حتى ينجلي أبداً‏

ليل الغزاة ويعلو القمة العلم‏

لك الحياة وما تبدي معالمها‏

والموت للصلف الباغي سينهزم‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية