والقدس تُسبى وحق العرب يُهتضم؟
ماذا أقول وأرض العرب نازفة
والموت يحصد أكباداً ويلتهم؟
ماذا أقول لأطفال تحاصرهم
نار الطغاة وبالأحشاء تضطرم؟
عاد البغيض إلى الأقصى يدنسه
بالقتل يمضي وبالإجرام يتسم
بالحقد عاد وصمت العُرب يدفعه
والخزي بين عروش البعض يرتسم
ضنّوا بغزة واغتالوا كرامتها
وصفقوا لجيوش الذّل واحترموا
تمسكوا بحبال الشرّ تلفحهم
نار الخيانة لا عهدٌ ولا ذمم
وبنت غزة ثارت وهي صامدة
تودع الأحمر القاني وتبتسم
تمشي فخاراً ولا تخشى لمغتصب
في كل بيت لها سيف ومعتصم
في كل بيت فدائي يمد لها
يد الإخاء فلا خوف ولا سأم
هبت تصيح بأصوات مجلجلة
أين العروبة والإسلام والنظم؟
هبت لتسأل أسياداً وآصرة
أين المروءة والإيثار والشيم؟
أين الحمية من عدنان توقظهم؟
أين الرماح وأين الخيل والحشم؟
فالأرض تشكو زعامات وأنظمة
والشعب يصرخ والأحجار والحرم
والقدس من صمم الآذان غاضبةٌ
فالصمت يفتك بالأرواح والألم
خلائق الله تُسبى من مساجدها
ويُذبح الشيخ والمولود والهرم
والغرب يرنو إلى الأجداث مغتبطاً
كأنما العرب في آذانهم صمم
ثوروا لغزة يا أحرار وانتفضوا
وحطموا القيد والأغلال وانسجموا
لولا انقطاع وصال العرب ما احتشدت
جحافل البغي حول القدس تزدحم
فالغرب مزق أوصالاً وأفئدة
وجاء يبني دويلات ويقتسم
فصدقوه وساروا في مراكبه
وعوموا العار حتى غاصت القدم
هذا حصاد سلام راح ينشده
بعض الدعاة ومن بالغرب يلتحم
لكن غزة لن تنسى شراكتهم
والشعب من حمق الجاني سينتقم
يا أهل غزة صبراً في معاقلكم
فالله يكبر ما تعطوه والأمم
كل الشعوب تمدّ الكف هاتفة
لبيك غزة قال العرب والعجم
لبيك غزة فالرايات خافقة
والنصر آتٍ وعرش الذل ينهدم
هذي الشآم لغير الله ما ركعت
ولا استمالت لغربٍ قربه سقم
ظلت على قمم العلياء شامخة
راياتها بجبين الشمس تلتطم
منها السلام إلى الأبطال ترسله
والحب منها ومنها العزم والكرم
للقدس تفتح أبواباً وأفئدة
وتمسح الجرح تحناناً فيلتئم
يا قدس جرحك هزّ الكون قاطبة
وأجج الروح حتى ثارت الهمم
يا قدس جرحك إنذار بعاصفة
تفجر الأرض ثورات وتحتدم
لن يهدأ الشعب حتى ينجلي أبداً
ليل الغزاة ويعلو القمة العلم
لك الحياة وما تبدي معالمها
والموت للصلف الباغي سينهزم