|
ريـــم بنـــا.. في دمشـــــق الياسـمين:غـزة رسـالـة إلى العالم ثقافة وعن عشقها لدمشق.. لا تهدأ.. روحها (ثورجية) قلقة.. جميلة فلسطينية الهوى والمولد.. ريم بنا تجمع لك كل زيتون فلسطين وبياراتها.. أزقتها.. أناسها الطيبين الذين يعشقون الحياة ولأجلها يموتون.. لتحكي عنهم، فهي تغني، لتشاركهم أحزانهم أيضاً تغني.. لأفراحهم تغني.. ولحب الحياة صموداً في وجه الموت.. تغني.
قد أكون بدأت بوشاية أصابعها لسبب واحد.. هو أنها لم تهدأ طيلة اللقاء معها ترقص وتغني في آن معاً.. لتوصل إليك عزف قلبها الحقيقي.. ريم بنا باختصار في دمشق لتغني لأول مرة وجهاً لوجه مع جمهورها السوري، الكثير مما تحمله عن فلسطين... إلى كل العالم تأتي لتؤكد أن الحياة أقوى من الموت وأن قوة الإرادة والإصرار على مقاومته هو المخرز الذي يفقأ عين الاحتلال الإسرائيلي رغم الحصار والموت.. ريم بنا تشارك دمشق الياسمين احتفاليتها وهي على مشارف نهايتها.
هي زيارتك الثانية لدمشق.. شعورك وأنت تقابلين الجمهور السوري لأول مرة على المسرح؟ الزيارة الأولى كانت من أسعد لحظات حياتي وأجمل أيام قضيتها لقد زرت 29 بلداً في حياتي وكنت دائماً أقول لزوجي «رغم كل اللي شفناه.. اللي ما شاف الشام ما شاف إشي بالحياة» أحب سورية كثيراً والشام بشكل خاص.. ما يربطني بها أشياء كثيرة فجدتي شامية الأصل وعندي هذا الرابط منها.. أحب أن أرى البلد الذي ولدت فيه «ستي» وهذا ما يجعلني أغامر وآتي إلى دمشق فالرابط هو الدم إضافة لشعوري وحقي كفلسطينية عربية أن آتي إلى سورية لما لا و«ليش ممنوع» وأقول هذا لأن الاحتلال هو الذي يمنعني.. ومن حقي التواصل مع الجمهور السوري. غنيت للشباب السوري عبر الانترنت من قلب فلسطين.. بعدما منعت من المجيء إلى دمشق لتشاركي في احتفاليتها وقد قلت «تحديت الحياة نفسها» فهل على طريقة مارسيل حينما غنى «ونحن نحب الحياة» سنكسر الحصار كيف تصفين هذه التجربة؟ لقد بكيت.. أحسست بأني عاجزة أن أصل إليهم جسدياً.. طبعاً نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً.. وهكذا الشعب الفلسطيني يحب الحياة.. أجل هناك شهداء ولكن يحبون الموت هل يريدونه لسنا شعباً يقتل نفسه ليموت هذا الشيء يجب أن يكون واضحاً، الإنسان الفلسطيني ليس هدفه الموت لأنه يريد أي شيئ في الحياة التي يحبها مثل غيره، هناك شهداء كل يوم وليس بيدنا غير ذلك أمام من اغتصب الأرض.. كل حياتنا تحدٍ ووجودنا بحد ذاته نقاوم الموت تحدٍ وصمود هذه حال فلسطين، فمن يقتلون في غزة الآن لم يذهبوا للموت بأرجلهم ولكن هناك عدوان يومي واحتلال يقتلهم في بيوتهم.. منذ فترة روج الإعلام الغربي فكرة أن الأمهات الفلسطينيات يرسلن أبنائهن ليستشهدوا.. فهل هناك أم تقتل ابنها أو ترسله للموت.. هذه صورة قاسية لما ينقل عن الواقع الفلسطيني. أغانيك تحمل الفلكلور الفلسطيني.. حتى لا ينسى.. إلى أي مدى يصل صوتك ونحن نعرف كم من الناس يعشقون هذا اللون من الغناء؟ التراث هو جزء من الذي أقدمه بغنائي... التراث نشتغل عليه كتوثيق حتى لا يضيع ونحاول تقديمه بشكل حداثي لكي يلفت انتباه واهتمام المستمع إليه.. أما عن الشق الثاني من السؤال، فأنا لا أعرف صوتي إلى أي مدى يصل.. المهم أنه يصل إليهم.. وأنا سأغني في سورية للمرة الأولى أمام الجمهور وهي تجربة أولى لي معه ستتوضح الأمور أكثر يوم الحفل.. ولكن المهم أن يصل صوتي لأن هناك رسالة أريد إيصالها للناس. كيف تقيمين تجربتك الغنائية المستمدة من البيئة العربية الفلسطينية.. وهي ممزوجة بلحن غربي يشاركك في التحلين زوجك ليونيد.. أم الموسيقا حالة واحدة؟ لا أقدر تقييم تجربتي الموسيقية ولكن مالدي ثقة به هو أن ما أقدمه صادق وحقيقي وأحاول نقل صورة الواقع الفلسطيني كما هو بدون مزاودات أو تلاعب بمشاعرهم.. أما بالنسبة للمزج بين الموسيقا كغربية وشرقية لست مقتنعة بها الموسيقا هي موسيقا ولا يوجد فرق، فأنا معي في الفرقة موسيقيون غربيون.. هدفي وصول الأغنية والموسيقا التراثية بقالب جديد لا أريد أن يقول الشباب العربي - أغنية تراثية لا أريد سماعها - لأن هذه الأغاني مع الزمن سوف تموت إذا لم نعد إحياءها والحفاظ عليها دون تشويه. ملحنة ومغنية تحملين قضية شعبك بصوتك وأغانيك.. آثرت البقاء في الناصرة.. رغم أن أغانيك تعبر الحدود والحواجز لتقاتل بطريقتها.. برأيك ألسنا الآن أحوج للكلمة والفعل معاً؟ الكلمة والفعل يجب أن يكونا معاً.. أنا أرى بحالتنا الفلسطينية أنه يجب أن نستغل كل امكانياتنا، فليس لدينا دولة متكاملة بوزارتها، ولاجيش نحن مجبرون بالوسائل المتاحة لنا أن نناضل لنوصل كلمتنا بكل الطرق.. مهم جداً لنا أن يعرف العالم حقيقة واقعنا الذي نعيشه في فلسطين. لو كنت خارج حدود وطنك.. ألا يكون من السهل إيصال صوتك وتواصلك أكثر لتكوني سفيرتهم؟ تضحك بخجل وتقول: أنا مش سفيرة.. ببساطة شديدة أنقل صوت فلسطين عبر صوتي للعرب «وهي شغلتي بالحياة» أرفض أن أكون خارج فلسطين رغم أنه قد يكون هناك وسائل متاحة أكثر لي وانتشاراً أكبر.. ولكن لا أستطيع أن أكون صادقة مع نفسي - كإنسانة تعتبر نفسها تناضل- وأنا لم أمر في حياتي على حاجز .. هناك فلسطينيين داخل فلسطين يقولون عن أنفسهم أنهم فنانون ملتزمون وهم لم يمروا على حاجز إذاً كيف سيكون حقيقياً مع نفسه ومع الناس إذاً أنت لا تعرف واقعهم.. لأحكي بصدق عن هذا الواقع «لازم أحسّوا ع جلدي» أن أعبر الحواجز وأنتظر بالساعات حتى أدخل.. يجب أن أعرف ماذا يعني إنسان يقصف وقد غنيت في مناطق خطرة.. بوجود قناصة إسرائيليين وفوق رؤوسنا.. في إحدى حفلاتي بداية الانتفاضة كنت أغني والقصف دائر.. وكوني أعيش في فلسطين هذا يجعل من رسالتي أقوى في الوصول للناس. غزة ذاك الخنجر الدامي في قلب كل عربي.. هل تفيها كلمات التاريخ حقها.. ماذا تقولين لغزة وأهلها؟ هناك عجز بالعالم عموماً والعربي خصوصاً.. ردة الفعل تجاه ما يحصل لا تفي جزءاً مما يحصل في غزة من مذابح.. حتى نستطيع إيفاء الحق ولو قليلاً يجب أن يكون هناك ضغط وقرار لإيقاف هذا العدوان بكل أشكاله. ولكن الموت والمذابح حصلت... بذمة من.. من قتلوا؟ ولا مرة نحن بفلسطين نسأل هذا السؤال فمن معك فعلياً يا فلسطين.. يجب ألا نبقى كل الوقت نسمع فقط الكلام.. رغم إيماني بأهمية الاعتصامات والمظاهرات ولكن هل يتوقف الحل هنا.. طبعاً لا.. ولست أنا من يوجه رسالة إلى غزة بل غزة هي التي توجه إلى العالم كله رسالة بما يحصل فيها الآن. ماذا أحضرت لدمشق من فلسطين بصوتك النبيل؟ أحضرت فلسطين.. يوم ستروننا على المسرح.. سترون فلسطين متجسدة بكل حالاتها، فهناك أغانٍ عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية عن الأمهات والشهداء.. المنفى والشتات.. وللفرح أيضاً سأغني تراثنا.. وتضيف ريم عن أغانيها ومن يؤلفها... هناك قصائد اخذها من شعراء فلسطينيين ولكن في الأساس أغلب القصائد من والدتي الشاعرة زهيرة صباغ إضافة لقصائد من الشاعر ماجد أبو غوص والشاعر توفيق زياد وهناك أغنية واحدة من أشعار محمود درويش وثلاث أغانٍ للشاعر سميح القاسم. ما حلم ريم بنا؟ حلمي أن أرى فلسطين محررة وأن نعيش كبقية الشعوب بالصورة الإنسانية (الحرية) حلمي الحرية (حرية فلسطين). سؤال واحد كنت أود طرحه على ليونيد زوج ريم وهو موسيقي وعازف من أوكرانيا كيف آثر العيش في فلسطين.. ويجيبا معاً ريم وليونيد، تقول ريم: كان قراري الذي اتخذته بعد الدراسة هو العودة إلى فلسطين ويعلق ليونيد بما يتقنه من العربية: أتيت إلى فلسطين للعيش مع ريم وأنا مقيم في فلسطين منذ 17 عاماً وقد تأقلمت مع الصعوبات في الحياة المهم أن نكون أقوى منها والوضع ليس دائماً صعباً.. ويضيف ليونيد: أنه دائماً يسأل ريم: «كيف ممكن تكون كل حياتنا حرب مع وجود ثلاثة أطفال» بالنسبة لي لا أعرف في فلسطين ليس هناك شيء خيالي بل هو واقع والواقع صعب، أن يتخيله أحد يومياً هناك طيران وقصف نحن أصبحنا لا نعرف الحياة بدونهما.. ريـــم بنــــا في ســـــطور مغنية وملحنة فلسطينية من مواليد الناصرة في الجليل.. عشقت الغناء منذ صغرها لديها مشاركات في المهرجانات الوطنية والتراثية.. عام 91 تخرجت من المعهد العالي للموسيقا في موسكو.. تخصصت في الغناء الحديث وقيادة المجموعات الغنائية وفي العام نفسه تزوجت من الفنان ألكسينكو (أوكرانيا) والذي درس معها نفس الاختصاص، يعملان معاً في التلحين الموسيقي ويقيمان في الناصرة تتميز أغاني ريم بنا بأسلوب موسيقي وغنائي خاص بها.. أغاني ريم مستمدة من واقع الشعب الفلسطيني بتراثه وحضارته.. تنقله للناس بأسلوب خاص لطالما تميزت به. لاقت أغنيتها القبول من الناس بعد أن أدخلت عليها لمسة حداثية في الكلمة واللحن.. تقدم أيضاً التهاليل الفلسطينية التراثية التي تميزت بها والتصقت باسمها نالت عدة جوائز وألقاب منها: سفيرة السلام (ايطاليا 94) وجائزة فلسطين للغناء عام 2000 وذلك تقديراً لها لما تقدمه من عمق البيئة الفلسطينية بأسلوب مميز وحديث من ألبوماتها الغنائية: جفرا (1985)، الحلم (1993)، مرايا الروح (2005)، مواسم البنفسج (2007) يرافق ريم بنا في حفلتها: ليونيد ألكسينكو (غيتار)، ديفيد سولير (غيتار صولو) مصطفى بوشو (باص). روبيرتو أولوري (درامز).
|