وقال تقرير حديث للامم المتحدة ان الوضع الانساني في غزة يواجه أكثر من أزمة انسانية وان القطاع يواجه أزمة غذائية حقيقية فيما تواجه المستشفيات والعيادات الطبية انهيارا في ظل استمرار الهجمات الاسرائيلية.
ويوضح تقرير يومي للامم المتحدة ان أكثر من 80 بالمئة من سكان غزة يعتمدون الان على المساعدات الغذائية وان هذه النسبة تتزايد باستمرار وان عدد المخابز التي تعمل في القطاع اقل من عشرين مخبزا حيث تضاعفت أسعار الخبز ثلاث مرات في ظل قلة الدقيق ويضطر الفلسطينيون الى الانتظار لمدة تزيد على ثلاث ساعات أمام المخابز للحصول على الخبز وقد لايحصلون عليه في النهاية.
اما عملية الحصول على الماء فهي أكثر صعوبة ويقول الفلسطينيون ان الماء لا يصل للمنازل ويشكل انقطاع الكهرباء معضلة أخرى ولكنها أكثر خطورة على المستشفيات التي يفاجأ فيها الاطباء بانقطاع التيار أثناء اجراء العمليات الجراحية للمصابين كما يواجهون مشكلة نقص مواد التخدير اللازمة للعمليات الجراحية وتقدر وكالات الامم المتحدة الانسانية أن نحو الف جهاز طبي قد تعطلت نتيجة مشاكل انقطاع الكهرباء.
واستهدفت القوات الاسرائيلية خلال عدوانها على غزة المنظمات الانسانية التابعة للامم المتحدة كالاونروا ومنظمة الصليب الاحمر الدولي وطواقم وسيارات الاسعاف والصحفيين بعد أن استهدفت الاطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات والمدارس ودور العبادة والمنازل.
وتستخدم اسرائيل في عدوانها قذائف وصواريخ محرمة دوليا حيث اوضح الاطباء ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تستخدم قذائف حارقة ومدمرة ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع ما أدى لبتر أطراف معظم شهداء العدوان واصابة الجرحى بحروق بالغة.
ونبه الاطباء الى خطورة أوضاع المصابين نتيجة اصاباتهم بتلك القذائف المحرمة فقد أعلن الطبيب بكر أبو صفية رئيس قسم الطوارئ في مستشفى العودة شمال قطاع غزة أن معظم الاصابات التي استقبلتها مشافي غزة تعاني من بتر بالاطراف جراء القذائف التي يستخدمها سلاح الجو الاسرائيلي.
وأضاف أبو صفية أن طبيعة هذه الاصابات لم تمر على الاطباء من قبل وهو مايدلل على أن قوات الاحتلال تستخدم هذه القذائف لأول مرة.
وبين أن معظم المصابين والشهداء وصلوا الى المشافي محترقين أو مقطعين الى أشلاء منبها الى خطورة وضع القطاع الصحي بغزة والذي يعاني صعوبات كبيرة نتيجة الحصار والعدوان.
بدوره قال عمر أبو حصيرة الذي تضرر منزله نتيجة قصف البوارج الحربية الاسرائيلية على شاطئ بحر غزة ان رصاص البوارج أدى الى احتراق الجدران وسقوطها والى حفر كبيرة وضخمة في الجدران المجاورة لمنزله.
واضاف ابو حصيرة ان الرصاصات التي اطلقت من البوارج صغيرة الحجم ومع ذلك سببت هذا الدمار الكبير متسائلا فما ادراك بالقذائف والصواريخ التي لم تنقطع عن الهطل كالمطر على المواطنين في قطاع غزة.
إلى ذلك ندد فاتح عزام الممثل الاقليمي للمفوضية السامية للامم المتحدة لحقوق الانسان في الشرق الاوسط بالانتهاكات الجسيمة لميثاق جنيف الرابع التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة حيث قتل الاطفال والنساء والشيوخ والطواقم الانسانية والطبية التي استهدفتها الغارات الجوية والقصف المدفعي الاسرائيلي.
وقال عزام في ندوة سياسية نظمها مركز كارنيغي للشرق الاوسط حول الحرب العدوانية على غزة: ان ماتقوم به اسرائيل له طابع جرائم الحرب ويستدعي محاكمة من ارتكب هذه الجرائم وخصوصا قادتها السياسيين والعسكريين الاسرائيليين.
وتحدث عن موضوع المحاكم الجنائية الدولية التي تنظر في الجرائم داعيا الامم المتحدة التي تتخذ قرارات سياسية الى ان تنظر في الانتهاكات الدائمة لحقوق الانسان لمنع افلات المسؤولين الذين يرتكبون مثل هذه الانتهاكات من العقاب.