أميركا أوجدت الذريعة مسبقاً لمثل هذا الخيار، وتحاول الترويج له تحت شعارها الزائف (حماية حقوق الإنسان)، والذي تستخدمه كواجهة للإرهاب والترهيب في كل مرة تصل فيها مشاريعها إلى طريق مسدود، كما هو حاصل في إدلب اليوم، وما ينسحب عليه الحال في التنف والجزيرة السورية في وقت لاحق، فتلميع صورة الإرهاب ترى فيه منظومة العدوان وسيلة أخرى لحماية إرهابييها ومنعهم من الانقراض، لحاجتها لهم في أدوار وظيفية أخرى بأماكن جديدة ضمن مشروع الهيمنة الساعية لتحقيقه على مستوى العالم.
الولايات المتحدة تملك دائماً خيارات بديلة لتعويم حالة الفوضى الهدامة بما يلبي مصالحها الاستعمارية في العالم، وفي سورية تجرب الكثير من الخيارات لأنها ترى بإضعاف سورية وإبقائها في دوامة الحرب البوابة الرئيسية لتمرير مشاريعها القذرة في المنطقة، وما يسمى (صفقة القرن) أبرزها، ويبدو أن المجرم أردوغان هو ضالتها في هذه المرحلة حتى وإن فشل بحماية منتوجها الإرهابي، فثمة أدوار جديدة تسندها إليه ضمن لعبة خياراتها، وهي دفعه نحو التصادم المباشر مع الجانب الروسي، بهدف توسيع رقعة المواجهة في سورية، ولا ضير إن امتدت إلى خارجها.
البنتاغون بدأ يترجم هذا الخيار عبر الإشادة بدور نظام أردوغان لما أسماه (التصدي) لروسيا، وإغرائه بعلاقات مميزة بحال تنسيق التعاون ضدها سواء على المستوى الثنائي أم ضمن إطار الناتو، على حد قول الجنرال تود وولترز قائد قيادة القوات الأميركية في أوروبا، وبما أن المجرم أردوغان ينظر إلى الوضع في المنطقة على أنه فرصة ثمينة لتسويق أوهامه في إحياء السلطنة العثمانية البائدة فقد يقدم على ارتكاب تلك الحماقة.. ولكن هل سينجو هو وإرهابيوه من التبعات؟.. الوقائع الميدانية تؤكد عكس ذلك.