تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في معرضهم «الأقصى في عيوننا»..صرخــــة احتجــــاج علـــى اعتــــداءات القـــدس

ثقافة
الاثنين 14-8-2017
فاتن أحمد دعبول

ربما صرختهم المدوية عبر لوحاتهم لاتكفي لرد عدوان غاشم يصب جام غضبه على القدس في محاولة للقضاء على هويته أو تدميره في عاصفة حاقدة لاتكاد تطفؤها مياه البحار جميعا،

ولكنه الانتماء المخلص لقضية القدس العادلة مادفعهم لإقامة معرض يضم تحالفا نبيلا بين الفنانين التشكيليين الفلسطينيين والسوريين احتفت به صالة الشعب للفنون الجميلة بدمشق، بمشاركة 33 فنانا وفنانة.‏

ورأى معاون وزير الثقافة علي المبيض الذي افتتح المعرض في تصريحه: أن الفنان السوري والفلسطيني يجمعهما تاريخ ومصير واحد وأيضا مخاطر واحدة، إضافة إلى وحدة التلاحم الاجتماعية والثقافية والجغرافية والفنية، لذلك فالرسالة واضحة ولاسيما في ظل المرحلة الخطيرة التي تشهد التهديدات المتزايدة والمتلاحقة لتهويد مدينة القدس وإلغاء هويتها الثقافية والحضارية وفصلها عن واقعها ومحيطها الإنساني.‏

وأضاف المبيض: أن المعرض هو بمثابة صرخة احتجاج سورية فلسطينية وبيان فني ملون يجمع الفنان الفلسطيني والسوري على هدف واحد وهو أن تعود للقضية الفلسطينية صدارتها بين المواضيع العربية الأساسية وأن تكون بوصلتنا الوحيدة.‏

وبين أن المعرض يضم أسماء هامة من الفنانين، ويشكل حالة إبداعية لكل فنان من منظاره الخاص، واللوحات تعبر عن أن طموح الفنان لاحدود له ويضم رسائل عديدة تعبر عن الأصالة والانتماء الحقيقي للقضية الفلسطينية.‏

ولفت رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين عبد المعطي أبو زيد إلى أهمية المعرض الذي يعبر عن تلاحم الشعبين الفلسطيني والسوري، وماقدمته سورية دائما من دعم لفلسطين وللشعب المرابط في الأقصى.‏

وأضاف: نحن كفنانين فلسطينيين وسوريين نوجه تحية صمود وتضامن مع الأقصى الشريف بريشتنا وألواننا باعتبار أن الثقافة من فنون المقاومة، واللوحة التي شاركت بها توضح الحيز الجغرافي والتراثي لمدينة القدس كالبيوت والآثار واللوحات الزخرفية التي ماتزال تشكل صرحا شامخا وفي مقدمتها قبة الصخرة.‏

ويرى د. محمد غنوم أن المعرض هو لفتة صغيرة وتحية ووقفة دعم من الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين توجه إلى الشعب الفلسطيني الصامد بأرضه، فالقدس ليست رمزا دينيا وحسب وإنما هي شرف وكرامة الأمة العربية.‏

وعن مشاركته بلوحة «موطني» المشغولة بأسلوب الحرف العربي قال: أرى في الحرف العربي مقدرة كبيرة على التعبير وحمل هموم وقضايا العصر لما يحويه من موسيقا عالية المستوى وكونه يمثل لغتنا التي نعتز بها وهو جزء من هويتنا وانتمائنا.‏

ويؤكد الفنان بديع جحجاح أن القدس هي قضيتنا الحقيقية وبوصلتنا الأساسية، فكانت لوحته التي حملت عنوان»رباعية أفلا» أفلا تعقلون، أفلا تتفكرون، أفلا تتذكرون، أفلا تشكرون، تعبر عن منظومة وعي تتحدث عن أن الإنسان ميزه الله في الخلق والتفكير عن باقي الكائنات المخلوقة، فليكن عاقلا متفكرا وذاكرا وشاكرا.‏

ويوثق الفنان علي الكفري في لوحته المشاركة ثقافة العمارة الفلسطينية والتراث الفلسطيني ليبقى حيا، وخصوصا في ظل محاولات اسرائيل الدائمة لمحو الهوية الفلسطينية.‏

وكانت فرصة طيبة للفنان المغترب عماد الدين الطيب للمشاركة في المعرض بعد غياب ست سنوات في فرنسا الذي لفته ماقدمه الفنانون في أعمالهم وهذا بدوره يؤكد على أن الشعبين السوري والفلسطيني شعب واحد، وبين أهمية دور الفنان في أن يكون سفير بلده أينما حل، وهو يصر دائما أن يقدم نفسه كفلسطيني في جميع المحافل والمعارض الدولية.‏

وجدير ذكره أن المعرض ضم مدارس مختلفة من الفنون «رسم، تصوير ضوئي، غرافيك» حاولت أن تحاكي الواقع الحالي وما تتعرض له القدس من اعتداءات وحشية متواصلة، ومدى صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية