الى آلاف المنشقين تحت «مسمى الجيش السوري الموحد»، واعتمدت «المعارضة الخارجية» ماركة جديدة في سجل هبائها السياسي، وشدت حزام البيان على كوم فقاعات التصريحات، علّ الرياض تفوز بدخول آستنة بإنتاج فلم مسلح من خيال سلخ النصرة لمسمى جلدها بين الفينة والأخرى..
بعد ان أفرغ جنيف من محتواه التآمري، وخلت قاعاته من جدوى السجال مابين حلم» الانتقال السياسي» وتعبئة السلال بظلال الاتفاقات والمحادثات وأوراق المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا.
فآستنة اليوم باتت قبلة الحل السوري ليس لان الخليج تعقل وقرر حقن الدماء السورية، وماء وجهه أيضا، بل لأن توتر الميدان السوري في انخفاض، ما رفع الضغط السياسي على السعودية والهيئة العليا للمفاوضات بعد انسداد الشرايين الدبلوماسية الداعمة من الغرب وخاصة أوروبا.
ففرنسا قررت سحب «الملح» السياسي للائتلاف واغلاق سفارته في باريس بعد التباس الموقف الأميركي، ووضوح الرؤية السورية الروسية لمكافحة الإرهاب من الميدان السوري وحتى آخر بؤره في العالم, وإن جاهر الإليزيه في إغلاقه للسفارة وقالها بصريح العبارة» السعودية أوقفت الدعم» وأداء السفير مترهل فهذا ليس اكتشافاً فرنسياً من عيار إشارات «مورس»، بل هو حساب باريسي للمرحلة السورية التي تهوي فيها «المعارضات» بدنــو انهيـــار المسلحين على قياس المعادلة مابين السياسة والميدان، فالأقوياء أخيراً هم أصحاب المقاعد على الطاولات الدولية حول الملف السوري وحول أي ملف وقضية.
فما بالكم إن عادت السخنة تخفق بالعلم السوري وفتح جسر الإمداد من حمص الخالية من الإرهاب الى دير الزور، وفك الحصار بعد سنوات من المراهنة الخليجية على أن عاصمة العرب «دير الزور» بعيدة المنال عن الجيش العربي السوري وقد تكون عاصمة الإرهاب وبديلاً عن الرقة التي أدخلتها واشنطن في تصفية الحسابات مع انقرة واغاظة أردوغان بورقة الأكراد، فكانت المفاجأة ان أخرج الجيش العربي السوري المحافظتين من كل المراهنات الدولية والإقليمية، وصدق الوعد بأن التحرير على الأرض السورية هو فقط ببندقية الجندي العربي السوري وليس بمجازر التحالف الدولي أو ببيانات الإفلاس للمعارضة.
كما الرماد تتطاير أشلاء الائتلاف والهيئة ومنها من يعلن التوبة والعودة من حضن الخارج الى دفء الوطن، فلا يزيد الانتصار السوري ولن ينقص طالما ان الموقف الوطني فيصل.. فسورية بقيت موحدة وقسمت العالم الى اقطابه المتعددة سواء تغيرت المواقف أم تلونت، أم كثر الحديث عن تسليم واشنطن الملف السوري واستسلامها للإدارة الروسية الناجحة في مكافحة الإرهاب... فنحن أصحاب الدماء المراقة فداء لتراب الوطن نعلم ان الشيطان الأميركي يبحث دائما في تفاصيل مشهد آخر لمصلحته.. وأنه يحلم بأن لاتكون سورية جنة المقاومة، وقد تكون إسرائيل أكثر وضوحاً منه حين تقول إن الجغرافيا حول الكيان لم تعد تعنيها أو بالأحرى في يديها.. هي فقط تعد الأيام وفي كل يوم تقترب من الحرب تحتمي أكثر بقبتها الحديدية.