من أين أتى هذا الرجل؟ أنا لا أطلب منكم أن تخبروني من أين جاء ولا أسأل أين ولد أو من هما أبواه؟ فهذا كله معلوم، عرفناه بشكل أو بآخر- ها هي سيرته الذاتية بين يدي في كتاب جديد كتب بأسلوب ذكي وشائق وله مصداقيته.
عندما أطرح هذا السؤال من أين أتى ومن أين خرج، أريد بذلك أن أعبر عن حيرتي وارتباكي لما نشهده في هذه الأزمنة المحبطة الصلفة التي نعيشها، القاتمة الرهيبة في اعتباراتها فكيف لها أن تخرج إنساناً رجلاً كان أم امرأة -وقد يكون امرأة- إنساناً يرفع صوته عالياً ليتحدث عن القيم وعن المسؤولية الفردية والجماعية، عن احترام العمل، يتكلم عن الذاكرة ذاكرة الذين سبقونا في الحياة.
هذه المفاهيم جميعها كانت في مرحلة ما الرباط واللحمة لتعايش أفضل بين الناس ولوجود أفضل بين أناس عانوا زمناً طويلاً احتقار الأقوياء . هؤلاء الذين يستطيعون منذ اليوم- وأنا على يقين من ذلك-أن يرتدوا ثوباً جديداً على عجل ويصرخوا بجميع الطرق كما صرخ أوباما في خطابه «أنا أيضاً.. أنا أيضاً».
لقد قدم أوباما في خطابه لنا الأسباب التي تجعلنا نفكر بأنه لن يفرط بنا ولن يسخر منا ولن يسيء استعمال القوة وبأنه يمكن للعالم أن يصبح أفضل مما كان عليه سابقاً.
لقد أوحى أوباما بأنه: ثمة عالم أفضل من الذي كنا محكومين به.
هذا الكلام قاله الكثيرون ومنذ زمن طويل فهل جاءت الفرصة أو الزمن المناسب لنحاول الاتفاق على الطريقة والأسلوب؟.
أن نبدأ من جديد؟