|
لعبة الأغنياء عزف منفرد بعد ثلاثة قرون على انشاء أول بورصة في العالم، وبعد جدل فكري مزمن يصادفنا الحظ السيء بأن يتزامن افتتاح سوق الأوراق المالية في سورية مع أزمة عالمية أدت فيما أدت اليه إلى أزمة ثقة جعلت أهم وأكبر وأعرق الأسواق المالية تُمنى بخسارات أفقدتها أكثر من 60? من متوسط أسعار أسهمها. أتساءل بقليل من البراءة.. إلى أي مدى يمكن أن تكون البداية مبشرة في ظل غيوم الأزمة الحالية؟!! هذا إذا عرفنا أن الشركات المدرجة في سوقنا بمعظمها من القطاع المصرفي الذي تضرر من الأزمة بل الذي كان المتهم الأول في صناعتها. أعلم أن القائمين على ادارة السوق يقولون بثقة بأن حوادث السيارات لا تمنع من صناعتها، ولا تغني عن ركوبها، وهي وجهة نظر وحجة وجيهة إلى حد كبير.. لكننا نتحدث عن مجتمع حديث عهد بقيادة الأوراق المالية ونريد له أن يتعلم القيادة في عواصف بعثرت مدخرات الناس وأضاعت أحلامهم. وفي هذا الوقت الذي يعاني فيه كل العالم من أزمة سيولة فإن أهم وظائف هذا السوق وأي سوق هو نقل أموال من يملكون بعض المال لكنهم لا يعرفون كيف يستثمرونه أي من يحتاجون إلى مزيد من المال لأنهم يعرفون كيف يستثمرونه. إنها ببساطة لعبة الأغنياء.. التي يضيع فيها البسطاء.. ومع كل الاجراءات الاحترازية لا توجد حتى الآن وصفة تضمن عدم استغلال أصحاب المدخرات الصغيرة.. ففي كل الأزمات تكون النتيجة أن الضحايا هم الفقراء وأن المكاسب تذهب للأغنياء. أقول ذلك.. وأنا مؤمن بحاجتنا إلى سوق للأوراق المالية.. وأننا تأخرنا بهذه الخطوة إلا أن التوقيت السيء يحرضني على تقديم اقتراح بزيادة الفترة التجريبية، فقد استغرقنا أربع سنوات منذ قرار الانشاء..إلى الانشاء، لهذا لن تكون مصيبة أن نعطي أنفسنا فترة أطول للاختبار. غاية هذه المهلة أن نقدم واجبنا في نشر الوعي وتقديم المعلومات والنصائح. وثانياً وهو أمر على غاية من الأهمية أن نتابع الحلول المقترحة للأزمات المالية فهي لاتزال ضبابية وغير ناضجة. وقبل وبعد كل ذلك فإن الأصوات التي بدأت تتحدث عن إصلاح «أخلاقي» للأنظمة الاقتصادية والمالية العالمية هي أصوات تستحق أن نسمعها وخاصة أن عالم الاقتصاد بدا من خلال هذه الأزمات كما لو أنه كازينو قمار أو awad-af@scs-net.org"احتيال. awad-af@scs-net.org">صالة awad-af@scs-net.org"احتيال. awad-af@scs-net.org
|