بموازاة ذلك، فإن الحلف الأميركي- الغربي- التركي «الإسرائيلي» وأدواته من عربان النفط والمجموعات المتطرفة الذي ينفخ بنار الأزمة يشعر بقلق وارتباك شديدين بعد إخفاق مخططه المستهدف اسقاط الدولة السورية، ومواقفه الهستيرية إنما هي محاولة للتخفيف من حجم التداعيات والانعكاسات السلبية التي ستصيبه، لأن مخطط اسقاط الدولة السورية لايعني بأي شكل من الأشكال أن الهجوم توقف فاستمرار الهجوم هدفه التقليل قدر الإمكان من خسائر الحلف المعادي.
ماهو مؤكد، أن الوضع في سورية لم يعد كما كان عليه منذ بداية الأزمة فشعارات السلمية والحرية والإصلاح لم تصمد طويلاً، ولأنها منذ الأساس، شكلت غطاء لأعمال الفوضى والتخريب والإرهاب.. وقد تكشف زيف تلك الشعارات حين أعلنت القيادة السورية برنامجاً كاملاً للإصلاح، ودعوات متكررة للحوار، ولم يلاقها رافعو الشعارات، الذين جاهروا برفع السلاح في وجه الدولة وأداة لقتل الناس وترويعهم.
يرى مراقبون أنه بعد خروج الاحتلال الأميركي من العراق ورجحان كفة القوى الأصيلة هناك، فإن واشنطن لن تسمح بأن تجري الأمور على طبيعتها في العراق ولافي سورية ولا في لبنان ولاحتى في ايران، فقد جرت رياح التغيير بما لاتشتهي أجندات الغرب المتصهين وبات الغزاة المطرودون أسرى المهانة والمذلة والهزيمة، وازاء ذلك. فإنهم انتقلوا إلى تنفيذ المرحلة الثانية من مؤامرتهم عبر العمل على تحقيق أهداف سياسة واشنطن في الشرق الأوسط من خلال تفاعلات الصراعات المحلية والاقليمية الدائرة في المنطقة ودون الحاجة إلى تورط عسكري مباشر، على غرار ما فعلوه بالأمس القريب في النموذج الليبي.
فبما أن هذا النموذج غير قابل للتطبيق على الأراضي السورية فإن الأسلوب الأكثر ايلاماً والأقل تكلفة- برأيهم- يتجلى في تمويل وتسليح الجماعات التكفيرية المسلحة والعصابات الاجرامية واطلاقها لتمعن فتكاً وتدميراً وترويعاً، معززة بالفتاوى الدينية الباطلة والإعلام المحرض على اهراق دماء الأمة باسم الإسلام وهو منهم براء.
وباعتبار أن الصورة اتضحت كان لزاماً على الدولة السورية مواجهة أعداء الشعب السوري المقاوم، حتى يمكن تفادي هذا التحدي الأمني الخطير بكل اقتدار، ابتغاء اعادة البسمة إلى الوجوه القلقة.