تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث .. وجود غير فاعل

آراء
الخميس 24-1-2013
 د. اسكندر لوقا

يعز على أحدنا استخدام هذه العبارة، ولكن الواقع يفرض علينا استخدامها، حتى إذا كانت جارحة لمشاعرنا الوطنية تحديداً.

في نبأ نشر منذ فترة في إحدى الصحف أن عدد المواطنين الأميركيين المهاجرين المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً الذين عرفوا أنفسهم بأنهم من أصل عربي، بلغ 1،2 مليون شخص.‏

ومعروف لدى متتبعي شؤون الأميركيين الذين هم من أصل عربي، أن المجموعة العربية في الولايات المتحدة الأميركية هي واحدة من أصل 33 مجموعة إثنية في البلاد، وأن العرب يشكلون نسبة 0،42 من سكان الولايات المتحدة، وذلك طبقاً لإحصاء أجري قبل بضعة أعوام.‏

حين يستذكر أحدنا هذه المعلومة على أرضية ما قيل عن الأميركيين من أصل عربي، لا يملك سوى التساؤل: أين هو موقع هؤلاء مما يجري على أرض العرب، وخصوصاً في هذه الأيام حالكة السواد؟‏

بطبيعة الحال، حين لا يملك جواباً قاطعاً، ستقفز إلى ذهنه تلك العبارة، التي تعبر عن أن وجوداً عربياً بشكل أو بآخر- بهذه النسبة، لا بدأن يكون وجوداً خلبياً، مادام حضور هؤلاء السادة على الساحة السياسية،لصالح أوطانهم، وأيضاً من قبيل الوفاء لتاريخهم، يكاد يكون مفقوداً كلياً.‏

وفي مثل هذه الحالة، يتساءل أحدنا عن الجهة التي ينبغي لها أن تفعل شيئاً يقود إلى جمع شمل هؤلاء العرب، ليكون لهم ثقلهم السياسي والاقتصادي وما إلى ذلك، في أي مداخلة يجرونها لجهة الدفاع عن قضايا وطنهم الأم في حال الضرورة، ولا نعتقد أن أحداً بحاجة للقول إن الواقع الراهن يجسد أعلى درجات الضرورة لعمل شيء ما، يعيد هؤلاء إلى أصولهم، بالفكر وبمشاعر الانتماء إن لم يكن متاحاً أمامهم مجال آخر.‏

وإذا كنا نشير بداية إلى الولايات المتحدة الأميركية، فذلك لأن هذه الدولة هي الأكبر والأقوى في الزمن الحاضر، ولأنها تملك العديد من المفاتيح المؤثرة لحل قضايا الشرق الأوسط سواء من خلال علاقاتها المعلنة مع الكيان الصهيوني من ناحية، أو من خلال حضورها السياسي والعسكري في أرجاء عديدة في منطقة الشرق الأوسط.‏

وتبقى في ذاكرتنا دائماً المعلومات التي تنشر بين حين وآخر، لتؤكد أن عدد أبناء العرب المغتربين، والمقيمين في المغتربات، يفوق في بعض المواقع العربية عدد سكان هذا البلد العربي أو ذاك، ولهذا الاعتبار يتمنى المرء ألا يكون حضور أبنائنا حضوراً خلبياً وهم بعيدون عن مسقط رأسهم، حتى هؤلاء الذين ينتمون إلى الجيل الثاني أو الثالث بالنسبة لهؤلاء.‏

iskandarlouka@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية