أو فضّلت سمرة الزندين أكماما
ولا تقاعس عن إتمام واجبه
والعلم إن تختبر لاقيت علاّم
ولا تنكر للجليّ وأسلمها
من حيث كان على الأيام قصّاما
بل عاد في وفرة الأمجاد مؤتمنا
في صون أخوانه الأبطال أعلاما
تلك الوديعة في أعناق إخوته
الحارسين تضاريساً وآجاما
ليستريح إلى بيت يعززه
عالي العماد منيعاً ليس معتاما
كم ساهر الذئب كي يحمي اصائله
ونامت الناس في أمن وما ناما
يهوى السلاح و إن قد شاب عارضه
وهو الذي كان في الهيجاء مقداما
كم صال في غمرة الأحداث معتمداً
بذل الحشاشة للأوطان إكراما
ولم يزل مشعلاً في الجو مرتفعاً
رغم السنين وطيد العزم همّاما
ولم يزل عند جد الجدّ فارسها
كعهده حيث شال العبء أعواما
قد ظلّ يعشق أرضاً عرّفت وطناً
ولم تزل في حنايا الصدر إلهاما
أعطى عطاء بلا حدّ يقيده
وحارب الشرّ أفراداً و أقواما
وقارع الحيف معتداً بمحتده
وهو الذي من لسيف النصر شياما
لايطرح الحلّ أفكاراً منظرّة
مستنهضاً في مقام السيف أقلاما
بل كان يملي قرارات معللة
وقد أضاف لسفر المجد أرقاما
نحن الأوائل من نلنا تقاعدنا
شئنا الطريق عريب النهج ضمضاما
نفوق القوس إن هيضت مبادئنا
ونرسل السهم يشدو الموت أنغاما
إن التقاعد لاينهي رسالتنا
فقد نشيّد في الستين أهراما
إنّا ادخرنا سيوفاً كي نبينها
يوم الكريهات ضربّاً يفلق ألهاما
نسدي المشورة في صدق منهّجة
وخبرة العمر نعطيها لمن راما
واهتم تزويدنا علماً ومعرفة
وحكنّا الدهر من بدء وما داما
نعطي بنينا علوماً جهد طاقتنا
كان البنون تواقيعاً وأختاما
رهن الإشارة ما زلنا على قسم
نحن الأماجد يوم الروع قدّاما
والله نسأل أن تحمى نفائلنا
والسيف يبقى على الأيام صمصاما