وبعد أن تناول الطعام مع زميله الحموي فريد مرهج لبس ثيابه ووضع القرنفلة الحمراء في عروة سترته وتوجه مع مرهج إلى السيارة الصغيرة (الفولكسفاكن) التي كان يستعملها في تنقلاته ويقول الأستاذ عادل أبو شنب الذي كان رحمه الله من كتاب هذه الصفحة في كتابه (شوام ظرفاء): في أثناء الركوب فإن فريد مرهج استل خلسة من جيب البارودي صفحتين من صفحات الخطاب الخمس دون أن ينتبه فخري بك وكان مرهج معروفاً بمقالبه وحبه للتنكيت.
وعندما وقف البارودي في المجلس يقرأ كلمته وصل إلى نهاية الصفحة الثالثة فلم يجد الرابعة ولا الخامسة بحث في جيوبه فلم يجد شيئاً فأدرك أنه أحد مقالب مرهج فتوجه إلى النواب قائلاً:
- هذا الجزء من الخطاب معلوم وقد قرأته والجزء المجهول معلق برقبة المغضوب فريد مرهج.
وأشار إليه وضج الجميع بالضحك.