فقد أتيحت له الفرصة هنا، كي يعبر عن مواهبه وخاصة الكوميدية وهذا ما ذكره نهاد في حواره مع مجلة (اليقظة) الكويتية و(صباح الخير) القاهرية وسواهما ونقله المؤرخ الأستاذ أكرم حسن العلبي في كتابه (ظرفاء من دمشق).
مسرحيات.. دون مخرج
في تلك الفترة لم يكن في سورية كلها مخرج مسرحي واحد بالمعنى الأكاديمي للكلمة، الوحيد الذي درس الاخراج (الاذاعي) في القاهرة كان الفنان الكبير تيسير السعدي ولذلك فإن معظم الأعمال المسرحية التي قدمت قبل ذلك التاريخ كانت تعتمد في إخراجها على التعاون بين الممثلين وخاصة الأكبر فنياً بينهم من خلال قراءتهم وفهمهم النص المزمع تقديمه.
الأستاذ كلينوف أول مسرحية
وهذا ما يعترف به الأستاذ نهاد فهو يقول: إن أول مسرحية قدمناها في النادي الشرقي كانت (الأستاذ كلينوف) ولم يكن هناك مخرج وقد قدمناها على مسرح معهد اللاييك- الحرية- بدمشق وكان دوري كوميدياً وفيه اكتشفت في نفسي الممثل الكوميدي.
إفلاس وحكاية زنوبيا
ويتابع الفنان الكبير اعترافه من خلال ذكرى أليمة يمتزج فيها الفرح بالأسى فقد قدم النادي الشرقي عمله المسرحي الثاني وهو مستوحى من التاريخ العربي وحكاية الامبراطورة العربية العظيمة (زنوبيا) التي واجهت الجحافل الرومانية في تدمر.
الممثلون يسددون الديون
يقول نهاد: عملنا مسرحية خربت بيوتنا وهي مسرحية (زنوبيا) وعرضناها على مسرح معرض دمشق الدولي وصرفنا عليها مبالغ طائلة من جيوب الممثلين بالطبع- وبقينا بعدها سنوات طويلة نسدد الديون وتوقفنا عن تقديم المسرحيات.
النادي الشرقي
بعد المصيبة
توقف النادي الشرقي عن العمل واكتفى أعضاؤه باللقاءات التي كانت تعقد في المساء في مقر النادي- قرب ساحة الحجاز في بناء القدسي فيتبادلون خلالها الأحاديث حول الفنون والآداب عامة وربما قرؤوا بعض النصوص المسرحية التي لفتت نظر واهتمام بعضهم.
لولا النساء.. بعد 3 سنوات
بعد ثلاث سنوات ردت الروح على أعضاء النادي بعد أن قدم لهم الأستاذ سامي جانو عضو النادي البارز وأحد المذيعين المؤسسين في التلفزيون السوري مسرحية من تأليفه عنوانها (لولا النساء) وقد لاقت هذه المسرحية اقبالاً كبيراً كما يقول الأستاذ العلبي ويبدو أنه شجعهم على اتباعها بأخرى.
النادي يغامر مرة أخرى
أقدم النادي الشرقي بعد هذا النجاح على مغامرة أخرى هي إنتاج مسرحية كبيرة تركت صدى طيباً في دمشق والقاهرة ذاك أنهم بعد أن قدموها في دمشق فلقيت اهتماماً طيباً عقدوا اتفاقاً مع مسرح الأزبكية في القاهرة- فقدموها في شباط 1959 هناك والنص في الأصل هو للكاتب عمانويل روبلس وعنوانه (ثمن الحرية) وتدور الأحداث في أحد بلدان أميركا اللاتينية (فنزويلا) إلا أن معد النص الدكتور زهير براقي نقل أحداثها من هذا البلد في أميركا الجنوبية إلى الجزائر حيث كانت الثورة محتدمة ضد الاحتلال الفرنسي.
ثمن الحرية
في ذكرى الوحدة
قدمت (ثمن الحرية) في القطر الشقيق بمناسبة العيد الأول للجمهورية العربية المتحدة وقد عدل الدكتور البراقي أحداثها وأسماء أبطالها لتتناسب مع الجو العربي الجزائري.
وهناك من يرى أن ممثلي النادي الشرقي الذين لعبوا أدوار (ثمن الحرية) كان بين الأوائل الذين شكلوا نواة المسرح القومي في وزارة الثقافة.
ويذكر الأستاذ العلبي أن من المصادفات الطريفة أن كلاً من طلبة دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة وفرقة البرنامج الثاني في إذاعة القاهرة كانتا تقدمان المسرحية نفسها لكن دون تعديل كما كتبها عمانويل روبلس.