حتى تحقيق التحول الديموقراطي في البلاد، ومع ذلك تصر المعارضة على الحوار الهادف للوصول إلى اتفاق وطني.
وأبسط ما يمكن أن توصف به الانتفاضة البحرينية وهي تضرب يوميا امثلة مبينة للعالم في تصديها السلمي لسلطة استبدادية غاشمة، بالانتفاضة الباسلة، سيما وأبناؤها يقارعون على مدى عامين قمعاً وتنكيلاً مفرطاً غير مسبوق، يصاحبه ادانة دولية صامتة اقتضت المصالح الجيوسياسية ان يتخذ هذا الموقف المعيب لأغلب الحكومات في العالم.
وأبرز ما يلفت لتلك الانتفاضة الباسلة هو ردة فعل مواطني تلك الدولة على اجراءات النظام المتعسفة الآخذة بالغلو والتطرف غير المسؤول، ما أسهم في تنامي انتشارها وتزايد مؤيديها داخليا وخارجيا.
ومع استمرار الحراك الشعبي السلمي شهدت معظم مناطق البحرين وبلداتها مسيرات واحتجاجات ليلية للتعبير عن رفض الشعب لحملات القمع التي تمارسها السلطة وعدم الاستجابة للمطالب المشروعة للثورة البحرينية؛ استعداداً لفعاليات الذكرى السنوية الثانية لانطلاق الاحتجاجات في الرابع عشر من الشهر المقبل.
وعمت المسيرات والتظاهرات السلمية مختلف بلدات ومناطق البحرين للتعبير عن الاحتجاجات على قمع النظام وعدم الاستجابة للمطالب الشعبية، وشهدت قرية سترة مسيرة حاشدة أكد فيها المتظاهرون على الاستمرار في حراكهم ولو كلفهم ذلك حياتهم.
وفي بلدة إسكان سلماباد خرج الأهالي في مسيرة للمطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء واستعداداً للمشاركة في إضراب الكرامة في الذكرى الثانية للثورة البحرينية.
وفي منطقة واديان بجزيرة سترة خرجت مسيرة للتضامن مع المتحدث باسم تيار الوفاء الإسلامي عبد الوهاب حسين المعتقل في سجون النظام، وشاركت في المسيرة حشود غفيرة رفعت أعلام البحرين وصور القيادات السياسية المعتقلين في السجون.
وفرضت ميليشيا النظام المدعومة من قبل «مطاوعية» آل سعود حصاراً على المنطقة وجابوا الطرقات ولاحقوا المارة لمنع خروج المسيرة، إلا أنه ورغم تواجد مرتزقة النظام بداخل المنطقة خرجت المسيرة بتجمعات شبابية متفرقة التقت جميعها حيث جابهتهم كتائب النظام بالغازات الخانقة ولاحقوا المشاركين بمركبات الشرطة.
وردا على انتهاكات السلطة وقمعها للمشاركين في المسيرات السلمية ومنعا لوصول ميليشيا النظام أضرم شبان بلدتي المقشع والقدم النيران في إطارات السيارات وقطعوا الطريق للحيلولة دون وصول عناصر الشرطة إلى بلدتهم وقمعهم المسيرات الشعبية.
وفي المرخ خرج الأهالي في مسيرة رداً على انتهاكات النظام وحملات الدهم والاعتقالات التي تطال أهالي البلدة وتضامناً مع المعتقلين، مؤكدين أن الاعتقالات لن تخيفهم ولن يستسلموا لإرهاب السلطات وقمعها.