وفق كل المعطيات.. لن يكون الوضع بعد نصر حلب وتحرير كامل ترابها من الإرهاب كما كان قبله.. فإيقاعات النصر الميدانية صدمت من بهم صمم.. شاء من شاء وأبى من أبى.. حتى أخذ ذلك الواقف على أطلال إرهابييه من خلف بابه العالي يندب ويبحث عمن ينجيه من انتقال عدوى النصر إلى إدلب آخر بقعة عاث فيها الإرهاب فساداً وقتلاً وتدميراً.
فبعد أن استجدى الإخواني إردوغان حلف (الناتو) لدعمه في سورية وإيقاف تقدم الجيش العربي السوري، ها هو اليوم يلوّح بالتعاون مع واشنطن في إدلب، عبر رسائل مشابهة يرسلها إلى مسامع ترامب.
لكن هنا تتكشف الرؤية الأهم، والتي يبدو أنها ستفند مزاعم رئيس النظام التركي وتخبطه في التعاطي مع المشهد.. ويوضح بأن مهلة الانسحاب المزعوم التي أعطاها ذلك الإخواني حتى نهاية شهر شباط لما أسماه انسحاب الجيش السوري من كامل المناطق التي حررها، هي ليست مهلة بالمعنى المقصود والحقيقي بل مهل إضافية يحاول الحصول عليها ليجد من يعيله ويعينه ويخرجه من مأزقه.. سواء (الناتو) أم (أميركا) اياً يكن..
إذاً أنقرة تبحث عمن يضمن لها بقاءها الاحتلالي على الأراضي السورية وتنفذ من خلاله مشاريعها الوهمية الاستعمارية التوسعية في استعادة أوهام الدولة العثمانية، ولا سيما أن نصر حلب قد كتب نهاية ذلك الحلم.. وإدلب عن قريب ستعلن موته رسمياً.. فلن يفيد استجداؤه واستغاثته بشيء سواء لاقت طلباته القبول أم الرفض.