وإذا كان علاج أي مشكلة يبدأ بالقضاء على الأسباب، فإن علاج الشغب تماماً قد يكون صعباً، فالأمر على مستوى العالم موجود رغم كل الإجراءات التي اتخذت وتتخذ للحد منه، وهنا لابد من القول إن الشغب هو ردة فعل طبيعية عندما تغيب ثقافة الفوز والخسارة، وعندما لا يفكر أو لا ينظر كل طرف إلا من زاويته الخاصة وربما الضيقة، وعندما تنسى إدارات الأندية تنبيه لاعبيها وكوادرها قبل الجمهور، بأن الاعتراض على التحكيم مرفوض ولا جدوى منه، وهذا الاعتراض هو الذي يوحي في كثير من الأحيان للجمهور بأن فريقه مظلوم وأن الحكم قد أخطأ في حقه، وهذا يعني أن بداية الشغب تبدأ من الملعب ومن اللاعبين والمدربين أو الإداريين.
لهذا إدارات الأندية مطالبة بالجلوس إلى لاعبيها وتوجيههم وتنبيههم إلى عدم الاعتراض أو الخوض في جدل مع الحكام، بل أكثر من ذلك فرض غرامات على من يعترض ويتسبب بمشكلة للفريق، حتى وإن كان يسعى ويحاول الوصول إلى حقه. وليتهم ينطلقون في هذا من المباريات العالمية التي يشاهدونها وينفعلون معها في الدوريات الأوروبية وغيرها، فمن النادر أن نرى في تلك المباريات اعتراضاً أو توقفاً طويلاً للمباراة لمناقشة حالة ما، فلم لا يستفيدون ويكون فيما يرونه دروساً مختلفة، ولاشك في أن عدم اعتراضهم أو على الأقل عدم الجدل الطويل مع الحكام سيخفف من التوتر الجماهيري، وستمضي المباريات بيسر وجمال أكثر.
ويمكن أن يسهم الإعلام في تخفيف التوتر والشغب، وخاصة مع التقدم في النقل التلفزيوني للمباريات، وإقامة استديو تحليلي مرافق للنقل، وهذا جهد مشكور للزملاء القائمين على البرامج الرياضية في التلفزيون، حيث تكون الإشارة إلى الأخطاء والسلبيات لتلافيها، وكذلك الإشارة إلى الإيجابيات لتعزيزها.