المحلل بيتر كوينغ يشرح شكوكه حول الأمر ..
في بداية كانون الثاني أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتشار مرض رئوي مصحوب بحرارة وسعال في وسط الصين بمدينة ووهان، وقدرت عدد الإصابات بسبب فيروس كورونا هذا بـ ١١٢٢١ حالة، وعزلت الصين ٤٥ مليون نسمة عن العالم الخارجي تخوفاً من اتساع مساحة انتشاره إضافة إلى إغلاق حدودها.
وقال جيروم باول مدير البنك الفيدرالي الأميركي في ٢٩ كانون الثاني إن هذا الفيروس يشكل مشكلة حقيقية قد تؤثر على نشاط الاقتصاد العالمي، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ فعلية.
أما المحلل الاقتصادي كوينغ فعلق في ٢٨ كانون الثاني مقارناً وباء كورونا بأمراض أخرى مثل «السارس» الذي اكتشف لأول مرة في الصين عام ٢٠٠٢ وقال إن هذين المرضين يصيبان بشكل أساسي الأشخاص الذين أصولهم صينية، ووفقاً له من المحتمل أن يكون فيروس كورونا قد أنتج بطريقة مستهدفة.
كيف توصل كوينغ إلى هذا الاستنتاج: «تجدر الإشارة إلى أن ظهور فيروس» ncov» عام ٢٠١٩ تشبه أعراضه إلى حد كبير أعراض فيروس كورونا، والأعراض التنفسية للمرض ظهرت في الشرق الأوسط كالذي ظهر في السعودية عام ٢٠١٢ وانتشر إلى مناطق أخرى في الشرق الأوسط والصحراء الإفريقية، كذلك الالتهاب الرئوي الحاد» السارس» الذي انتشر بالصين عام ٢٠٠٢ وانتقل إلى العالم لكن سرعان ما تمت السيطرة عليه ولم يعد يبلغ عن إصابات عنه منذ عام ٢٠٠٤.
كلاهما يشتبه أنهما فيروسات وأنه تم إنتاجها في تجارب معملية على الحيوانات وانتقاله للبشر كان على يد الإنسان.
يوجد في العالم أكثر من مئة مختبر سري غير معروفه، مهمتها إنتاج وتجربة عوامل الحروب البيولوجية، وقبل سنوات تم اكتشاف مختبر مماثل في أوكرانيا وتم الإبلاغ عنه، وفي ذلك الوقت كنا نعمل على دراسة فيروس مخصص لإصابة الأشخاص الذين هم من أصول روسية، لكن أخفقت المحاولات لعدم وجود شعوب روسية متجانسة.
وبما أن الإمبراطورية «الأميركية» لا تتخلى عن محاولاتها الخبيثة للسيطرة على العالم، فنحن نتوقع أن الأبحاث حول العوامل الممرضة المنتجة في المخابر ستستمر في التطوير لإبلاء شعوب معينة.
هذا المشروع الغربي - ولاسيما الأميركي (تقوم به المخابرات المركزية CIA ووزارة الدفاع البنتاغون وحلف الناتو) - الساعي لتطوير أسلحة بيولوجية، يقتل العالم بالأمراض أكثر مما يفعله الرصاص والقنابل وهو أقل تكلفة! رغم أنها أمور لا يمكن تصديقها أو تخيلها لكنها موجودة.
يمكنكم أنتم كأشخاص عاديين استنتاج أن «السارس» و NCOV - 2109 يندرجان في هذا الإطار.
لقد كانت لحظة ظهور فيروس كورونا غريبة بشكل ما، فقد تم تسجيل أول إصابة في ٣١ كانون الأول ٢٠١٩ ثم ما لبث أن انتشر سرعة انتشار النار في الهشيم مع بداية السنة القمرية الصينية، بالتأكيد قد يكون ذلك أيضاً بمحض المصادفة.
أحد أشكال الحرب الخبيثة التي تمارسها واشنطن هي زعزعة الصين وروسيا بكل الوسائل، وضمن إطار محاولة زعزعة الصين نراها تتعرض باستمرار للمضايقات والهجمات، مع ذلك يبقى أن نعرف أن الصين تتمتع بقدرات مقاومة هائلة، وتثبت قدراتها وتأقلمها بعزيمة وروح قوية لإنقاذ شعبها.
أما نايك بيمز فتحدث حول انعكاس انتشار فيروس كورونا على الحركة الاقتصادية ويقول:
انعكس تأثر الاقتصاد الصيني والعالمي بفيروس كورونا على أسواق المال في وول ستريت الذي عرف انخفاضاً لا مثيل له، وبالنسبة للصين تشير التوقعات الأولية أن النمو سيتراجع من ٦% إلى ٤،٥%، وصرح مدير شركة الاستثمارات المالية ايفركور لقناة الأعمال CNBC: «يُقدر فريقنا أن النمو في صافي الدخل الوطني سيكون صفر بالنسبة للفصل الأول من السنة، فالصين تتراجع جدياً».
في تقريره حول سياسة نقد الكونغرس الأميركي نشر بنك الاحتياط الفيدرالي محذراً «أن المنعكسات المحتملة لآثار فيروس كورونا في الصين تنطوي على ظهور أخطار جديدة».
أما وكالة التصنيف فتتوقع تراجع النمو الاقتصادي في الصين عام ٢٠٢٠ من ٦% إلى ٥% وهو أدنى معدل منذ عام ١٩٩٠، وأكدت أن تأثير هذا التراجع سيكون له تأثير على العالم في أربعة قطاعات: انخفاض حاد في عوائد السياحة، انخفاض صادرات التجهيزات والسلع الاستهلاكية، هبوط أسعار المواد الخام وتعطيل سلسلة التوريد الصناعي، وسيكون لذلك منعكسات واسعة إذا بدأت الأسواق تعي حجم تباطؤ حركة الاقتصاد العالمي ما سيؤثر على حركة المال.
مؤخراً حدث تدهور كبير في السوق إذ انعكس تباطؤ الاقتصاد الصيني على الاقتصاد الحقيقي، فبنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية أبدت استعدادها لضخ الأموال في النظام المالي لدعم سوق البورصة، واستمر تراجع الاقتصاد في الصين في انعكاسه على الاقتصاد العالمي.
في ٩ شباط ذكرت «الفايننشال تايمز» أن السوق العالمي للغاز عانى من اضطراب كبير لأن المستوردين الصينيين قاموا بإلغاء ٧٠% من وارداتهم عن طريق البحر في شباط الحالي حيث انهار الطلب، ولأن الشركات تواجه صعوبة في تأمين موظفين لتشغيل الموانئ.
أدت الخطوة التي اتخذتها الصين - التي تعتبر ثاني مستورد للغاز الطبيعي المسال - إلى انهيار سعره إلى أدنى مستوياته، كما أعلن مقاولو النحاس في الصين عن الظروف القهرية التي تمنعهم من الالتزام بعقود طلبيات المعادن للصناعة مع العلم أن الصين تعتبر أكبر مشترٍ في العالم.
آثار انغلاق الصين امتد إلى صناعات التكنولوجيا الفائقة، حيث حذرت الشركة التايوانية ASE للتكنولوجيا أنها لا تعرف متى يمكنها استئناف استنتاجها لأن الأمر كان بأيدي السلطات الصينية بالكامل، وصرح مدير علاقات شركة كين هسيانغ أن تأثير ذلك على شركته لم يكن متوقعاً وانتشار الفيروس كان بمنزلة لعبة يانصيب خاسرة.
قطاع السيارات أيضاً تأذى بشكل كبير، فشركة تويوتا ثاني مصنع للسيارات في العالم التي تمتلك ١٢ معملاً في الصين أوقفت أعمالها فيها حتى ١٦ شباط على الأقل.
أيضاً شركة هوندا قالت إنها ستتجنب مشاكل كبرى إذا تمكنت من إعادة فتح مصانعها الثلاثة في ووهان في ١٤ شباط، لكن ستكون مسألة أخرى بحال استمر الإغلاق.
أيضاً أعلنت شركة فيات كريسلار أن أحد مصانعها في أوروبا قد يتوقف عن الإنتاج بسبب نقص قطع الغيار.
وأبدت شركة فورد استعدادها لنقل قطع الغيار جواً من الصين لضمان استمرار عملها، الخطر الرئيسي على المدى البعيد هو إغلاق سوق السيارات الصينية الأهم في العالم.
بدأت تظهر نتائج إغلاق الحدود الصينية على أسواق المال، فأسواق الدول المنبثقة في انخفاض، مؤشر عملة جي بي مورغان انخفض ٠،٧%.
حذرت «سيتي غروب» من آثار فيروس كورونا التي ستكون الأسوأ باعتبار الصين تشكل ثلث النمو العالمي.
في هذه المرحلة لا يمكننا قياس مقدار نتائج فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي الذي بدأ يتباطأ، وظهر دليل آخر على الركود الدولي مع بيان بتراجع الاقتصاد الألماني في شهر كانون الأول بنسبة ٣،٥%، أيضاً انخفض الإنتاج في فرنسا وإسبانيا، حتى النمو الاقتصادي الأميركي بالكاد يتجاوز الـ ٢%.