أما في الغرفة الروسية فالكل خارج نطاق الوصاية الغربية..
ما تعاجزت عنه المؤتمرات السابقة لم يحصل بمعجزة, بل حصل بأن انتقت موسكو الضيوف والظروف, ووقفت تجمع الرؤى ممهدة الطريق منها إلى دمشق, وإن تعثرت المهمة في لقاء المعارضات بخلافات التفاصيل على المصطلحات، ومزاد بيع الشعارات, إلا أن حرج الحالة فرض القيصرية، فأنجبت نقاط اتفاق وأجلت الشقاق الى ما بعد اللقاء مع وفد دمشق، والى ما بعد ما ينتظرها في طريق العودة من محاسبات «ديمقراطية» على طريقة هيئة التنسيق مثلاً التي اعتصمت واصدرت بياناً تحرم فيه حوار أعضائها مع الوفد الدمشقي في روسيا, وتُحذر فيه من الخروج على طاعتها وعن بنود بيان القاهرة, وفتاوى من حضر هناك على أنه يجوز تقديم مصلحة المعارضة ومصالح الغرب على محاربة الإرهاب في سورية, لتنضم الهيئة التنسيقية إلى الائتلاف في خطوات الانفصام عن الواقع السياسي, خاصة أن الاخير ورئيسه «الخواجة» شغل نفسه عن حضور المنتدى الروسي بانتاج «يوتيوب استعراضي» يتجول فيه الخوجة بين إرهابييه في جولة مكوكية على بضع امتار في الحدود التركية السورية..
بين كل الجعجعة حول تطورات الملف السوري ثمة طحن روسي لا يراد له غربياً أن يظهر على المائدة الدولية لذلك قفز أوباما وما ملكت أيمانه من خبراء تمزيق الشرق الأوسط إلى خيمة العزاء السعودية, وعلى شرف فوز سلمان بحرب الأمراء على العرش, عقدوا صفقة تآمرية جديدة قد تكون بالنسبة لأردوغان إسعافية, خاصة ان «سلطان العثمانية» أطلق الصيحات والعويل فقد بدأت خسارة دواعشه في عين العرب فأين الهرب من أكذوبة مكافحة الارهاب.