أوباما شدّ أوتاد خيمته في أرض الرمال يجر أفراد «ربعه» يقدم العزاء «بصديقه الحقيقي» ويفتقد سيفاً تمايل راقصاً بيد صاحبه مع سلفه بوش.
رحل الملك يحمل برقبته خطايا من قطعت رؤوسهم في عهده ومن سالت دماؤهم في الجوار وهو يدعم الديمقراطية وحقوق الانسان.
الملك عبدالله ديكتاتور يرأس أحد أكثر الانظمة قمعاً على وجه الأرض.. هكذا عبر الكاتب الأميركي ديفيد كايس عن امتعاضه وانتقاده للقادة الأميركيين والغربيين لإشادتهم بمآثر الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز واصفاً كلامهم باللعبة المفضلة وهي مديح الطاغية.
الكاتب الاميركي ديفيد كايس اعتبر في صحيفة (ذا ديلي بيست) ان الملك عبدالله ديكتاتور يرأس احد أكثر الانظمة قمعاً على وجه الارض، ومع ذلك يشيد به القادة الغربيون باعتباره إصلاحياً شجاعاً.
ورأى الكاتب ان شراء النفط من الملك السعودي وبيعه السلاح يلعب دوراً أساسياً في هذا الموقف، مشيراً الى ان كيري وصف الملك عبدالله بأنه كان «شجاعاً» و«جريئاً»، وأنه رجل «حكمة ورؤية»، بينما تذّكر أوباما «صداقته الحقيقية الأصيلة»، واعتبره تشاك هيغل «الصوت القوي للتسامح والاعتدال والسلام»، لكن أمينة بنت ناصر وعبد الحميد الفكي اللذين قطعت رأسيهما بتهمة السحر والعرافة في ظل حكم عبدالله لم يحظيا بأي تعليق، بالاضافة الى سجن وجلد رائف بدوي لافتتاحه منتدى ليبرالي على الانترنت، وسجن محامي حقوق الانسان وليد أبو خير في ظل حكم الملك عبدالله.
وأشار الكاتب الى ان الملك عبدالله قال عام 2005 انه سيتم السماح للنساء بقيادة السيارة، لكن عشر سنوات مرت ولا تزال النساء محرومات من هذا الحق الاساسي، مؤكداً ان عبدالله موّل بسخاء الشرطة الدينية التي تمارس التمييز الشديد بين النساء والرجال وعيّن الامير نايف شديد القسوة وزيراً للداخلية، كما أنه لم يفعل شيئاً لإزالة نظام الوصاية الذي يُبقي النساء كالعبيد في بلادهن.
وتساءل الكاتب لماذا يُعتبر الملك عبدالله شجاعاً؟ وهل أيد حق غير المسلمين في الدخول إلى مكة؟ كلا. وهل دافع عن حق الشعب في التساؤل بانفتاح الإسلام؟ كلا. وهل سمح بتوجيه الانتقادات له؟ كلا. وهل أيّد حقوق الأقليات الدينية؟ كلا. وهل عفا عن النساء اللاتي قُطعت رؤوسهن بتهمة السحر والعرافة؟ كلا.
وقال الكاتب: لم تكن مناورات الملك عبدالله اكثر من وسائل تحايُل تهدف إلى تأمين السلاح الغربي وتحويل الانتباه عن سجل المملكة الرهيب والشنيع، مشيراً الى ان ملكاً حظر الانتقادات وسجن المعارضين وعذب المناوئين وقتل «العرافات» وجلد الليبراليين لا يستحق الاطراء والإشادة من القادة الغربيين.
وختم الكاتب بالقول: إن وصول سلمان الى الحكم فرصة لإعادة تقييم الاسترضاء الغربي للسعودية على حساب المبادئ الاخلاقية، ويستطيع الغرب أن يبدأ الحديث بنزاهة، منوهاً الى ان «الإصلاحي» ليس الشخص الاكثر موالاة لأميركا من أسامة بن لادن، وإنما هناك علامات حقيقية تدل على الاصلاح، فهل سيطلق الملك سلمان سراح الليبراليين امثال رائف بدوي ووليد أبو خير؟ وهل سيطلق سراح لجين هذلول وميساء العمودي اللتين سجنتا بسبب قيادة السيارة؟ وهل سيعمل على الغاء نظام الوصاية الذكوري؟ إذا كان الجواب «كلا» فإنه يجب على الغرب النأي بنفسه عن ديكتاتور سعودي آخر.