تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تخفيض الفائدة على الحسابات المصرفيةيثير ردود الشارع...التجاري السوري: القرار ليس ارتجالياً ويشجع الودائع الطويلة...حصرية: يتسبب بهروب الودائع إلى استثمارات أخرى

دمشق
اقتصاديات
الاربعاء 31/10/2007
أمل السبط

أثار قرار المصرف التجاري السوري الأخير بتخفيض معدلات الفائدة على الحسابات المصرفية الدائنة للقطاعين العام والخاص

بالليرات السورية والمعمول به منذ بداية الشهر, أثار ردود أفعال مختلفة بين المواطنين, فمن جهة اعتبر البعض أن القرار سيدفع المودعين إلى سحب ودائعهم من التجاري السوري باتجاه المصارف الخاصة المنافسة,ومن جهة أخرى أشار مصرفيون إلى الإجراء ينم عن عجز المصرف عن توظيف مشاريع استثمارية رابحة من خلال التخلي عن الفائض المالي الأمر الذي ينعكس سلبا على الليرة والمواطن في المدى المنظور.‏

وكان المصرف التجاري السوري أصدر بداية الشهر الحالي قرارا يقضي بإلغاء الفائدة الممنوحة على الحسابات الجارية للقطاعين العام والخاص البالغة 1% بحيث تصبح الحسابات الجارية بالليرة السورية بدون فائدة. وتضمن القرار تخفيض نسبة الفائدة على حسابات التوفير لتصبح 3% سنويا مهما كان المبلغ (تحت المليون أو فوق المليون) بعد أن كانت بحدود 5%.‏

وذكرت مصادر التجاري السوري في تصريح (للثورة) أن القرار ليس ارتجاليا وإنما جاء بعد دراسة للسوق المصرفية مفندة أسباب تخفيض المصرف التجاري السوري لمعدلات الفائدة على الحسابات المصرفية الدائنة نتيجة ارتفاع الإيداعات بالليرات السورية والتي بلغت زيادتها عشرات المليارات من الليرات السورية فضلا عن اتخاذ المصرف المركزي قراره بإلغاء الفوائد على ودائع المصارف لديه.‏

وأضافت المصادر: (نظرا للجوء العديد من المتعاملين إلى سياسة تناقل الأموال بين حساب جار وحساب توفير للاستفادة من فارق يتجاوز 4% ونتيجة قيام البعض بالتحول من توفير إلى ودائع قصيرة الأمد وبأعداد كبيرة بدلا من جمعها في ودائع قليلة وعلى الأمد الطويل, ونظرا لكون باقي المصارف المنافسة تعطي نسب فوائد ضعيفة سواء على الحساب الجاري أو الودائع.‏

وبما أن المصرف التجاري السوري قد ألغى العمولات على الحوالات بينه وبين باقي المصارف أو بين فروعه عملا بقرار مجلس النقد والتسليف - أشارت المصادر - فقد قرر بخصوص الإيداعات بالليرات السورية إلغاء فائدة الحسابات الجارية مما سيشجع الودائع الطويلة الأجل , تخفيض فائدة حساب التوفير إلى 3% مهما كانت المبالغ, إلغاء أي ودائع جديدة أقل من ثلاثة أشهر, حصر الإيداعات لفترة 6 أشهر بفائدة 6,7% ولفترة سنة بفائدة 8%. واعتبرت مصادر التجاري السوري- من جانب آخر- أن القرار لن يكون له أي تأثير على رفع أسعار العقارات في سورية لأن أصحاب الحسابات هم إما من التجار وإما من الناس العاديين, فإذا كان صاحب الحساب من التجار فهو يتعامل مع المصرف لجودة الخدمات والانتشار الكبير لعدد الفروع لهذا فهو يبحث عن هذه الفائدة بنسبة 1% خاصة أنهم يعملون على تدويرها بسرعة كبيرة من جهة سحباً وإيداعاً إضافة إلى التحويلات الدائمة للبعض بين حساب التوفير والجاري, أما إذا كان المقصود صغار المودعين أضافت المصادر فإن فائدة 1% على الحسابات الجارية يكافئها مبلغ أقل من 10 ليرات شهريا, في حين هناك فوائد مغرية للإيداع الطويل أكثر مما هو موجود لدى المصارف المنافسة.‏

من جهته الخبير المالي عبد القادر حصرية اعتبر في تصريح (للثورة) أنه من المهم دراسة دوافع المصرف لاتخاذ هذا القرار الذي قضى بإلغاء الفائدة على الحسابات الجارية فلهذا القرار آثار على الاقتصاد السوري نظرا لحجم ودور المصرف وعلى مودعي المصرف وأهمهم شركات القطاع العام.. من حيث المبدأ يجب أن يعكس معدل الفائدة العرض والطلب وعلى الموارد المالية المتاحة في الاقتصاد لكننا نعلم أن معدلات الفائدة في قطاعنا المصرفي ما زالت تحدد بقرارات إدارية من قبل مجلس النقد ضمن هامش معين, وذلك لغياب آليات لاكتشاف معدل الفائدة بحسب معطيات السوق حيث ينفرد المصرف بميزة الاستفادة من ودائع مؤسسات القطاع العام الإداري وخاصة تلك التي تتعامل بعقود الكثير من المصارف في العالم لا تدفع فوائد على الحسابات الجارية لكن لدى مؤسسات الأعمال خيارات أخرى لتوظيف السيولة الفائضة.‏

حصرية رأى أن القرار سيحرم القطاع العام من الفوائد التي كانت تجذبها على حساباتها الجارية, وفي دول أخرى لا تحتفظ المؤسسات إلاّ بسيولة محددة في حساباتها الجارية نظراً لوجود أدوات لاستثمار وتوظيف السيولة الفائضة في الأسواق المالية بينما لدينا لا يجوز للشركات استخدام حسابات التوفير إنما يمكنها استخدام الودائع المربوطة لأجل, والتي لا يمكن أن تشكل بديلاً لأوراق مالية عالية السيولة ويوجد لها سوق حاضرة, ويصنف في البيانات المالية بمثابة النقد إذا كان استحقاقها أقل من 3 أشهر. علماً أن هذا القرار سيزيد من ربحية المصرف ويخفض من ربحية مؤسسات وشركات القطاع العام التي عليها الآن أن تلجأ لإدارة حصيفة أفضل للسيولة لديها باستخدام الودائع المربوطة لأجل بدلاً من الحسابات الجارية لأن الأنظمة تلزمها بالإيداع لدى المصارف العامة ما يتيح للتجاري استغلالاً أفضل لودائع القطاع العام.‏

ورداً عن سؤال حول انعكاسات القرار على الاقتصاد السوري, وهل توقيته سليم أضاف حصرية: (لا بد أن الإدارة وجدت أن التوقيت سليم, ولكن بالنسبة للاقتصاد السوري من المتوقع أن يكون هناك آثار سلبية على معدل التضخم إذا أخذنا بالاعتبار حجم المصرف في القطاع المصرفي السوري علماً أن معدل الفائدة يستخدم لمكافحة التضخم المالي إذ إنه من المفترض أن مع زيادة معدلات الفائدة يزداد ميل الناس للإدخار ما يخفض السيولة المتاحة للاستهلاك, ويوجه الفوائض المالية للقطاع الأهلي نحو القطاع المصرفي والعكس صحيح إذا ما تم تخفيض معدلات الفائدة فإن الناس سترى أن الفائدة على الادخار منخفض وبالتالي سيشجع على زيادة الاستهلاك.)‏

تعليقات الزوار

شامل |  m-k@hotmail.com | 31/10/2007 07:48

إن هذا الأمر سوف يؤدي الى زيادة السيولة المتاحة للاستهلاك الميل والتأثير على سعر الليرة السورية نحو الانخفاض وبالتالي سينجم عن ذلك ارتفاع في الاسعار يكفي المواطن فقد اصابته التخمة من ارتفاع الأسعار فهو الوحيد الذي يدفع ثمن القرارات المتهورةالتي تخدم صاحب القرار فقط ولاتخدم المواطن مطلقا .

سمير / دمشق |  ليس فقط الليرة السورية | 31/10/2007 11:07

تصحيح الاقتصاد السوري لن يتم بشكل كامل الا اذا اقيمت بورصة لتداول الاموال والاستثمارات , الا ان اي اقتصاد في العالم مهما كان قويا يبقى معرضا للانحدار والسقوط , وهذا ما جرى وسوف يجري في كبريات اقتصاديات العالم وهذه الحالة تسمى تنقية او غربلة الاقتصاد من اجل اعادة تنظيمه مرة اخرى ودب الحياة فيه , على اية حال ما تعانيه الليرة شبيه بما يعانيه معظم النقد العالمي بسبب انخفاض سعر الدولار , وسوف يبقى على هذا الانخفاض لحين انتهاء امريكا من حروبها او الاتيان بطاقم جديد يعرف ادارة السياسات الامريكية بعيدا عن الحروب , لان ارتفاع سعر الدولار في هذا الوقت بالذات سوف يكلف الولايات المتحدة الكثير بحيث يضع اقتصادها على حافة الهاوية نظرا لشرائها معدات الحرب باسعار دولارية مناسبة في سوقها وفي خارج سوقها , لكن السؤال متى تنتهي هذه الحروب في ظل انسداد الافق في وجه الادارة الامريكية التي سوف تذهب بعد سنة تاركة ورائها ارث ثقيل دون حل , ارتفاع سعر برميل البترول الى هذه الدرجة واكثر ياتي ايضا من اجل تغطية نفقات الحرب لان حجم البترول الذي يسرق شهريا من العراق يساوي مليارات الدولارات التي تذهب لتغطية نفقات الحرب وإلى جيوب المنتفعين الحرامية.. في الوقت الذي يترك العراقيين في العراء محرومين من ابسط قواعد الحياة بسبب هذه السرقة . على اية حال الاستثمار بالذهب جيد لان اسعاره اخذة بالارتفاع وسوف تطرق حاجز الالف دولار للاونصة قبيل انتهاء هذه السنة وسوف تذهب صعودا في السنة المقبلة , ثم ان اسعاره لاتهوي كما تهوي سريعا اسعار العملات الثقيلة والبترول. يبقى الذهب الادخار الائمن في جميع الاحوال والعدو الاكبر للتضخم ثم وهذا الاهم حامي عملته المحلية .

محمد مازن |    | 31/10/2007 11:19

إن المشكلة الرئيسية مازالت تتمثل في عدم وجود قنوات استثمار للأموال الموجودة لدى المواطنين سوى البنوك و العقارات , ولذلك من الضروري ايجاد قنوات جديدة للإستثمار تكون قادرة على امتصاص السيولة المجودة بين يدي الناس في مجالات تفيد المواطن و المجتمع , و انا اعترف ان ايجاد مثل هذه القنوات ليس بل الامر السهل و لكن هذا لا يمنع من البحث في الموضوع

رامي محمد |    | 31/10/2007 11:46

هذا الامر يؤدي الى عدم ارسال الاموال الخارجية للبلد

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية