رسائل مطار كويرس
كواليس الأحد 15-11-2015 سليم عبود ثلاث سنوات، ومطار كويرس تحت الحصار من قبل عصابات الإرهاب.. ووسائل الإعلام المعادية، تبشر بسقوط مطار كويرس في أي لحظة.. لكن عصابات الإجرام لم تتجرأ على تجاوز أسوار المطار إلى الداخل..
كانوا أمام صمود وبسالة المدافعين عن المطار..مهزومين، ومفزوعين.. المشهد الذي تحقق، والذي يجب إظهاره، وتحويله إلى رواية سورية، تُدرّس للأبناء، والأجيال السورية القادمة.. هي أن أبطال مطار كويرس زرعوا الخوف في نفوس من يحاصرونه.. هذه الحالة المدهشة من الشجاعة والصمود التي قدمها أبطال كويرس، ومعظمهم من فتيان الكلية الجوية... هي حالة سورية بامتياز.. تفتح كتاب الشجاعة السورية بضيائه ليفور عطر الياسمين الدمشقي مزهواً.... تلك الحالة ليست خاصية رجال كويرس وحدهم.. وإن توهجت في مطار كويرس.. لكنها في عمقها وجوهرها.. خاصية رجال الجيش العربي السوري.. كل رجال الجيش العربي السوري.. فأبطال كويرس.. أضمومة ورد من بستان الوطن الواسع.. مزقت أحلام الجهات التي كانت تعتقد أن سقوط سورية لن يتجاوز الأسابيع القليلة، أو الأشهر القليلة.. صمود سورية... الدولة، والجيش، والشعب.. على مدى سنوات العدوان كان مذهلاً.. وصمود مطار كويرس أنموذج مصغّر عن الصمود السوري الكبير.. من القامشلي إلى حلب، إلى السويداء، ودرعا، وحمص،وحماه، واللاذقية.. وإلى كل قرية سورية ومدينة سورية.. صمود رجال كويرس ليس حالة ابتكار أنتجها هؤلاء الأبطال.. هي حالة تواصل لصمود وشجاعة وصبر وأمل لجيش يقاتل منذ أربع سنوات ونصف.. إننا اليوم في الحالة السورية أمام محطة مهمة جداً.. تقدم رسائل كثيرة لأبناء سورية.. وللأصدقاء.. وللأعداء.. تقول إن سورية باقية، قوية، ولن تنهزم.. وأن أبناءها شجعان وأبطال مُهابون يمتلكون الإيمان بأن الوطن غالٍ، وترخص له الدماء، والأرواح، وأن وطننا يمتلك أبناؤه الإيمان به، وروح التضحية من أجل ألا يسقط، ولا يتلاشى، ولا ينهزم.. وتبشّر حلب، والرقة، ودير الزور، وتدمر، وكل المدن والقرى السورية التي اغتصبها الإرهاب.. أن بواسل الجيش العربي السوري قادمون.. وماهو إلا صبر وقت.. وعلى الأعداء أن يفهموا أن جيشنا سيصنع الانتصار.. فأبناؤه صامدون ومضحّون إلى آخر قطرة دم.. ولو طال زمن القتال إلى آخر الدهر.. لنعترف.. أن هذا الصمود العظيم لأبطال كويرس.. وشجاعة الجنود الذين تقدموا لفك الحصار عن كويرس.. كانت نتاجاً لتاريخ سورية المضيء.. وعروبة سورية.. يقول شاعر فرنسي «الفعل هو نتاج ثقافة.. كما هو العطر نتاج وردة».
ماذا يقول صمود أبطال مطار كويرس اليوم.. للجهات التي مازالت تعمل على تفكيك سورية، وتدمير وجودها القومي، والحضاري، وأَلَقها العروبي والوطني، وروح مقاومتها : لامؤتمرات فيينا.. ولا جنيف، ولا كل عواصم البغي والعدوان.. ولا مبتكرات الماسونية والصهيونية من وهّابية وإخوان وعثمانية ودواعش ونصرة والفتح.. وألف فصيل إرهابي آخرين تستطيع أن تهزم صمود الجيش السوري.. ولا إيمان السوريين بوطنهم.. ولا بعروبتهم.. ولا التفافهم حول قيادتهم.. ولا إيمانهم بأن المقاومة هي طريق الشرف والكرامة والفخار.. وأن ما يسمى بمرحلة انتقالية.. ستكون نتاجاً سورياً بامتياز.. وتعني بناء سورية الجديدة القوية المنيعة.. التي أرسى بنيانها الأخلاقي والنضالي والسياسي والحضاري القائد المؤسِّس حافظ الأسد، ويجسِّدها اليوم السيد الرئيس بشار الأسد..
|