وهل تعلم ان تصنع السعادة وأنت في قمة الحزن هو من الأشياء الموجعة فعلاً ؟
وهل تعلم اننا كلنا نحزن ولا يوجد شخص سعيد طوال الوقت ، حتى وان أظهر لك هذا فاعلم انه أكثر شخص يحتاج لأن يتكلم ويعبر عن مكنونات نفسه ولكنه يفتقر الى الثقة بالغير ويخاف شفقتهم؟
ما العيب في ان تتكئ على ذراع اقوى من ذراعك ان شعرت بالضعف والوهن؟
ما العيب في ان تشكو ان شعرت بأن كثرة الصمت تقتلك وسبب في استمرارية حزنك.
في لحظات الألم والحزن المطلق دائماً نستبعد ان هناك من يستطيع مساعدتنا، ونتصور ان همنا هو شيء فوق مستوى استيعاب البشر، وأننا الوحيدون الذين نتألم .... ما هذا التشاؤم ؟
لا تبالغ في الاعتماد على نفسك، كلنا بشر قابلون للكسر في لحظات الحياة القاسية، فالفولاذ ليس معدننا، نحن في النهاية كتلة من المشاعر والعقل وفي حضرة المشاعر يغيب العقل.
ما أقسى الوحدة، لا تجعلها رفيقتك، فهي كالسم يسري بهدوء ولا يتركك إلا للأوجاع تفتك بك بهدوء، وكأنك مسلوب الارادة اذا استسلمت لها.
أعلم كم هو صعب ان تفكر بعقلك عندما تحزن، ولكن تذكر من يحبونك، وحاول الا تنظر الى كل البشر على أنهم أعداؤك. العالم ما زال مليئاً بالقلوب الجميلة والمستعدة لنشر الحب والسلام على كل من يلجأ إليها، وفي حياة كل شخص منا انسان هو الملاك المنقذ له وقت الهلاك..
قد يكون هذا الانسان شخصاً لم يخطر على بالك في يوم، ولكنه ملاكك المنقذ في وقت الغرق.
الجميل في الحزن انه يعلّم الإنسان الكثير، يجعلك تقدر أبسط الأشياء كالأيام العادية التي كنت تشكو فيها الفراغ في أيام الحزن تتمنى لمثل هذه الأيام ان ترجع.
يعلمك الحزن من هو صديقك الوفي والمستعد دائماً لمد يد العون، وأنت في أعماق اليأس ولا يمل من تكرارك الشكوى.
الحزن يعلّم الكثير ولكن بقدر ما يفيدك يهدمك، فهو سلاح ذو حدين، وأنت تستطيع ان تجعل منه سيفاً يقويك أو خنجراً يقتلك.
ستتخطى الألم وتسترد عزمك والهمم، ولا تيئس فالحزن هو الشيء الوحيد الذي يولد كبيراً ويصغر الى ان يتلاشى..