تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حســين نـازك ومشــروعه التوثيقــي

ثقافة
الاثنين 16-11-2015
أحمد بوبس

الموسيقي الفلسطيني حسين نازك هو الآن في صدد إنجاز مشروع توثيقي موسيقي مهم للتراث الموسيقي الشعبي الفلسطيني. وهذا المشروع مهم لناحيتين. الأولى أن هذا التراث أصبح مهدداً بالضياع بسبب تبعثر الشعب الفلسطيني في الشتات ورحيل الجيل الذي كان يحفظه في ذاكرته.

والناحية الثانية محاولات العدو الصهيوني مصادرة هذا التراث واعتباره جزءاً من التراث اليهودي.‏

قمت منذ أيام بزيارة الفنان حسين نازك في مكتبه الذي يضم مكتبة كبيرة للتراث الفلسطيني بمختلف مضامينه واستديو حديث مجهز بأحدث التقنيات في مجال الصوت والصورة، تساعده في إخراج العمل الموسيقي بأبهى صورة. واطلعت عملياً على المشروع من خلال الأعمال التي أصبحت جاهزة من أغنيات وأناشيد ورقص شعبي.‏

ويتوزع مشروع حسين نازك التوثيقي في منحيين. الأول توثيق التراث الشعبي الموسيقي الموروث. والمنحى الثاني الإبداع الموسيقي المتمثل بألحان الموسيقيين الفلسطينيين سواء قبل النكبة أو بعدها. ومما أنجزه المشروع في هذا المجال حتى الآن ألحان الموسيقي الفلسطيني يحيى اللبابيدي.‏

وزمنياً ينقسم المشروع إلى ثلاث فترات. الفترة الأولى من عام 1897 وحتى عام 1948 عام وقوع النكبة، والفترة الثانية من عام 1948 حتى عام 1965 وهو العام الذي تأسست فيه منظمة التحرير الفلسطينية، وانطلقت أول شرارة للكفاح المسلح الفلسطيني. وتتميز الأغنيات الشعبية الفلسطينية في هذه الفترة بالشوق والحنين للتراب الفلسطيني، ويمثلها المغنون الشعبيون أبو عرب وأبو اسعد الحطيني والمطرب محمد غازي. والمرحلة الثالثة من عام 1965 وحتى الآن. وتضمنت المرحلة الثالثة الأغنيات التي رافقت الثورة الفلسطينية المسلحة في النصف الثاني من عقد الستينيات. وجغرافياً يتناول التوثيق ثلاث بيئات اجتماعية، وهي بيئة المدينة، والقرية والريف، والبادية.‏

وصدر ضمن هذا المشروع مجموعة من الاسطوانات الليزرية (CD)، ضمت أغنيات ذات مواضيع مختلفة. منها اثنتان وثلاثون أغنية كل واحدة منها لمدينة من المدن الفلسطينية, وأغنيات عن النضال الفلسطيني (يما مويل الهوى) و(نقاتل واحنا واقفين) و(الطير الطاير) وغيرها.‏

ولحسين نازك تاريخ طويل في إحياء التراث الغنائي الفلسطيني الشعبي والملحن، يمتد لنحو أربعين عاماً، بدأه في مطلع عقد السبعينيات من القرن العشرين.ومن أهم ملامحه قيامه بتأسيس فرقة أغاني العاشقين عام 1976 وترأسها. واستمرت حتى عام 1985 حين انفرط عقدها. ولحن لها مجموعة الأغنيات المستوحاة من مراحل النضال الفلسطيني، والتي هي ثلاث مراحل. الأولى مرحلة عز الدين القسام وثورة عام 1936، وتمثلها أغنيات ابراهيم نوح، ومرحلة السجون للمناضلين، وتمثلها لوحة (سرحان والماسورة) ونصها الشعري للشاعر الفلسطيني توفيق زياد. كما وضع مجموعة من الألحان لفرقة أشبال التحرير الفلسطينية التي تألفت من مجموعة من الأطفال. كما وضع العديد من الألحان خلال فترة الاجتياح الصهيوني لجنوب لبنان وحصاره لبيروت عام 1982، وجمعها في عمل موسيقي واحد حمل عنوان (الكلام المباح).‏

وحسين نازك من مواليد القدس عام 1932. بدأ دراسة الموسيقا في القدس وهو طفل وشاب، وبعد سقوط القدس بأيدي الصهاينة بعد عدوان عام 1967، انتقل إلى عمان لفترة صغيرة، ثم انتقل بشكل نهائي إلى دمشق. وخلال ذلك تعرف على الموسيقي الفلسطيني يحيى السعودي، فتلقى منه ماينقصه من المعارف الموسيقية، ليغدو واحداً من أهم الموسيقيين الفلسطينيين. خاض غمار تلحين الأغنيات الطربية فترة، ثم وجد أن مهمته أن يقوم بتوثيق الغناء الفلسطيني الكلاسيكي والشعبي، فانصرف إلى ذلك من مطلع السبعينيات من القرن الفائت.‏

وفي عام 1985 قام بتأسيس فرقة زنوبيا للفنون الشعبية. وظل يديرها ويلحن لها ويضع برامجها حتى عام 2002. وهو ممثل فلسطين في المجمع الموسيقي العربي. وشارك في الكثير من المؤتمرات الموسيقية العربية والعالمية، وقدم فيها العديد من الأبحاث عن الموسيقا الفلسطينية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية