تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول الكلام...ثقافة بديلة

ملحق ثقافي
2018/9/18
عقبة زيدان

أصبح الكلام على القراءة يصطدم بكثير من المبررات، بينها أن الكتب غالية الثمن، وأن الإنترنيت يقوم بالمهمة نفسها وبسعر شبه مجاني، وثالثاً أن التلفزيون يعطي جرعة ممتازة من الثقافة اللازمة للإنسان.

يقدم التلفزيون صورة جاهزة، لذلك فهو لا يحفز الذهن على تشكيل الصور الجديدة ولا يدفع إلى التخيل والابتكار. إذاً فهو يحد من عملية التفكير، على عكس القراءة التي تدفع القارئ إلى القيام بعملية التخيل وخلق صور ذهنية تقود عملية التفكير إلى الأمام. وكذلك لا تقدم ساحة الإنترنيت ثقافة متينة، إذ تدل الدراسات على أن المعلومة التي يتلقاها الإنسان عن طريق الشاشة، لا تبقى في الذهن لأكثر من خمس عشرة دقيقة. ويعني هذا أن تلك الثقافة سريعة الزوال، ولا تكون ركيزة لبناء هرمي.‏‏

إذاً، فإن هذا يؤكد على العامل السلبي لهاتين الوسيلتين المعرفيتين. ويبقى الكتاب هو المضمون الفكري العميق، أما الصورة بأشكالها المتعددة، لا تتعدى كونها شكلاً من أشكال التلقي السهل وقليل الفائدة.‏‏

تحقق القراءة اطلاعاً واسعاً على تجارب الشعوب، وتشكل رافداً مهماً لتشكل الشخصية، وعليه فإنها أحد المعايير الرئيسة لقياس رقي الإنسان. وإن العزوف عن القراءة يهدد البناء العقلي والنفسي للشباب الطامح إلى المعرفة، وإلى مستقبل أفضل. ولذا يجب على المؤسسات المعنية بالكتاب، القيام بدور أكبر مما كانت تقوم به في السابق، أي قبل أن تنفتح نوافذ العالم الإلكتروني، أو قبل أن تدق العولمة الأبواب وتقتحم حياتنا برمتها.‏‏

الكتاب ينقرض عربياً، وهذا ليس استنتاجاً خطيراً، وليس حطاً من شأن الثقافة العربية، بل هو توصيف دقيق لما تعانيه هذه الثقافة من ركود طال، ولا يبدو أن له نهاية قريبة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية