تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يهددالسلم و الأمن الدوليين?

ترجمة
الأربعاء 21/3/2007
ترجمة د. ا براهيم زعير

مازالت روسيا تبدي قلقها تجاه ماتخطط له الولايات المتحدة الأميركية بالسعي لنشر عناصر نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ في الأراضي الأوروبية في الجمهورية التشيكية والبولونية,

ومما زاد في القلق الروسي أكثر أن المسؤولين الأميركان أخذوا يصرحو ن, حول احتمال نشر عناصر مماثلة من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في جنوب القوقاز أي على مقربة من الحدود الروسية الجنوبية, وإذا ماقيض لواشنطن النجاح في تحقيق هذا الهدف, فإن الصواريخ المضادة للصواريخ الأميركية تكون قد طوقت الحدود الروسية الشمالية من الجهة الأوروبية ومن الجنوب.‏

وهذا ما اعتبرته روسيا ومعها كل الحق بذلك, عودة غير حميدة لأجواء الحرب الباردة, التي من المفترض على الرؤوس الحامية في الغرب أن تقتنع بأن روسيا ليس لديها أية نية للعودة إلى مناخات الحرب الباردة التي كانت سائدة ابان الفترة السوفييتية مع العلم أن الاتحاد السوفييتي لم يكن يوماً مسؤولاً عن بدء سباق التسلح وتأجيج الحرب الباردة, فالولايات المتحدة والغرب عموماً هم من بدأ تلك السياسة في أعوام الخمسينات, ما اضطر الاتحاد السوفييتي للرد عليها حفاظاً عن أمنه وأمن حلفائه في أوروبا والعالم.‏

واليوم كما بالأمس يحاول القادة الروس ايجاد أجوبة مقنعة على الأسئلة التي طرحوها على الجانب الأميركي بهذا الشأن .‏

ولكن للأسف لم تحصل روسيا على أجوبة وافية مقنعة على أسئلتها! ولهذا فقط أعلنت روسيا وبلغة واضحة ومفهومة أن كل ماأبدته الولايات المتحدة من محاولات لتبديد القلق الروسي بما في ذلك التعبير عن استعدادها للتعاون مع الجانب الروسي في مجال الدفاع المضاد للصواريخ لم يترك انطباعاً ايجابياً حتى الآن, ولذلك لم يعد أمام روسيا مخرجاً وهي ترى بأن أمنها الوطني ومجال مصالحها الحيوية مهددا.‏

السكوت عما يجري, وهي لن تبقى متفرجة أمام احتمال نصب ونشر المنظومات الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ إن كان في أوروبا أم في الجمهورية السوفييتية السابقة. وهذه الهواجس الروسية دفعت القائد العام للقوات الجوية الروسية جنرال الجيش فلاديمير ميخايلوف للتصريح علناً:( إنه يتعين على روسيا تشكيل قوات دفاع جوي فضائي بوسعها التصدي بفعالية لأي خطر في هذا المجال) وأكد أن روسيا( ستطور منظومة الصواريخ المضادة للجو من طراز (أس-400) وغيرها من وسائل الدفاع الجوي).‏

والمعروف أن صواريخ أس-400 من أقوى الصواريخ المتعددة الرؤوس والمهام في العالم, ولدى روسيا اليوم صواريخ (توبول-م )المرابطة على الأرض ولولافا المرابطة على المنصات البحرية, والتي تعتبر سلاحاً من الجيل الجديد, والذي يتفوق كثيراً على مثيلاته الأجنبية من حيث المواصفات التكتيكية والتقنية. إضافة أن لدى روسيا مايكفي من الصواريخ البالستية الحديثة العابرة للقارات وهي من طراز( بولافا-30) المنصوبة على المنصات البحرية, وتمر الآن بمرحلة عمليات الإطلاق التجريبية التي لابد منها في عملية تطوير أي نظام صاروخي جديد. ومنظومتا( بولافا ) و( توبول-م) قادرتان على اجتياز جميع منظومات الدفاع المضاد للصواريخ التابعة للدول الأخرى. ودعا مجلس النواب الروسي( الدوما) مؤخراً إلى عدم التقتير في الانفاق على تعزيز القدرة الدفاعية الروسية.‏

ولا سيما أن حلف الناتو يقترب من الحدود الروسية مما لايوحي بالثقة والمودة العالمية, ولذلك لابد من العمل على عدم تقليص النفقات على الجيش الروسي, ( فروسيا يجب- حسب تصريح البرلمانيين الروس- أن تتمتع بالقدرة على التصدي بشكل متناسب لأي أعمال مناوئة من جانب أي دولة) معتبراً (أن نية الولايات المتحدة بنشر درعها الصاروخي في أوروبا بالقرب من الحدود الروسية ليس سوى واحد من السيناريوهات لتلك الأعمال غير الودية. وعلينا أن نكون مستعدين لكل السيناريوهات).‏

واعترفت أجهزة الاستخبارات العسكرية الأميركية في تقارير لها( بأن المضادات الصاروخية الأميركية ليست سريعة كالصواريخ الاستراتيجية الروسية) وذكرت التقارير الاستخباراتية الغربية أيضاً:(أن المؤهلات القتالية في وحدات التأهب الدائم من القوات العامة الروسية هي الآن على أعلى مستوى طوال الفترة مابعد السوفييتية) وذكرت أن ( روسيا بدأت في عام 2006 بنشر صواريخ بالستية عابرة للقارات من طراز(س س-27) وتواصل الآن نشر طرازه الذي يطلق من تحت الأرض, واستناداً إلى هذه المعطيات الاستخباراتية الأميركية فقد قرر مجلس شؤون الأسلحة النووية الأميركي الخاص تكليف الخبراء الأميركان بتصميم رأس حربي جديد لصاروخ( ترايدنيت البالستي) ليوازي في قوته وقدرته الصواريخ البالستية الروسية .‏

وكان البيت الأبيض قد طلب تخصيص مبلغ 88 مليون دولار في ميزانية عام 2008 بغرض تصميم هذا الرأس الحربي الجديد الذي من المتوقع أن ينجز ويتم نصبه على صوايخ( ترايدنيت) البالستية بحلول عام .2012‏

من خلال ماتقدم يتوضح تماماً أن الكلمات الدبلوماسية المعسولة والأحاديث حول( شراكة استراتيجية) من أجل السلام بين الدولتين العظمتين تصبح فارغة, حيال الاندفاع الجنوني الجديد لسباق التسلح والعودة إلى أجواء الحرب الباردة التي بدأتها واشنطن, وتأمل روسيا ألا تصبح حقيقة واقعة في العلاقات بين البلدين وبين دول العالم, فالسلام هو الخيار الوحيد لأمن البشرية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية