من بينهم خمسة مرشحين أرومتهم عربية تكاد تكون فرص نجاحهم غير متكافئة مع المتسابقين الآخرين إلى (الاليزيه) وستنحصر تلك المنافسة بين ستة مرشحين يمثلون الأحزاب الأكثر شعبية في فرنسا تخوض حملة حامية الوطيس تفتتح رسمياً في التاسع من نيسان القادم.
هذا وتنطلق الجولة الأولى لانتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية بشكل رسمي في 22 نيسان القادم تليها جولة ثانية يوم السادس من أيار 2007 مع اقتراب ولاية الرئيس الحالي جاك شيراك من نهايتها في السابع عشر من الشهر المذكور, وكان حاكم الاليزيه قد أعلن في 11 آذار الجاري أنه لن يترشح لولاية ثالثة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة -غير الرسمية- أن 81% من الشعب الفرنسي يعارض وجوده في السلطة مجدداً ومن الشخصيات التي احتلت رأس قائمة مرشحي الأحزاب اليمينية المحافظة هناك في المقدمة نيكولا ساركوزي 51 عاماً وزير داخلية حكومة باريس الراهنة وتقف في مواجهته المرشحة الأولى عن الاشتراكيين سيغولين رويال 53 عاماً وتحظى رويال الملقبة (هيلاري الفرنسية) إشارة لزوجة الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون بتأييد ودعم عدة أحزاب في اليسار الوسط هذا في حين تأتي ماري جورج بونيه 56 عاماً في المرتبة الرابعة في القائمة المذكورة بعد كل من ساركوزي ورويال ورجل المفاجأة بايرو.
أما جان ماري لوبان زعيم الجبهة الوطنية 78 عاماً فينتمي لليمين المتطرف كما هو معروف رشح أربع دورات لرئاسة الجمهورية الفرنسية منذ عام 1974 دون أن يتمكن من تحقيق الفوز في أي منها ومن ألد أعداء هذا المرشح حالياً زعيم الحركة من أجل فرنسا المدعو (فيليب فيلليه) 57 عاماً ويسعى حزبه لاستقطاب شريحة من الناخبين إلى صفوفه وهم المؤيدون سابقاً لجان ماري لوبان, المترددون اليوم في مواقفهم, ومن المألوف حدوث مفاجآت في الأيام ما قبل الأخيرة خلال الحملات الانتخابية الفرنسية وهذا ما حصل مؤخراً حين سجلت استطلاعات الرأي غير الرسمية صعود نجومية فرانسوا بايرو مرشح الاتحاد الديمقراطي الفرنسي وهو حزب ينتمي لليسار الوسط يراهن أنصاره عليه للتصدي لمرشح اليمين الديغولي (ساركوزي) في حال لم تنجح سيجولين رويال من تنفيذ تلك المهمة.
وكان بايرو قد نشر في الثاني من آذار الجاري كتاباً من تأليفه يحمل عنوان (مشروع أمل) تناول فيه النهج السياسي الذي سيتبعه في حال تربع على عرش الاليزيه.
وبينما تغوص القوات الفرنسية في مستنقع حرب الجبهات الثلاث في قلب القارة السمراء, وتسلط وسائل الإعلام العربية الأضواء على تضارب البرامج الانتخابية التي يطرحها المرشحون على صعد عدة أبرزها السياستين الداخلية والخارجية وتتهم بعض أجهزة الإعلام سيغولين رويال مرشحة الحزب الاشتراكي بقلة خبرتها بشؤون السياسة الخارجية رغم تصريحاتها المتكررة أنها تسعى للسير على خطا مثلها الأعلى فرانسوا ميتران.
وترى رويال أن على الاتحاد الأوروبي التريث قليلاً قبل زيادة عدد أعضائه, أما بالنسبة للعراق فقد أعلنت أن من مصلحة فرنسا عودة الاستقرار إليه أما على الصعيد الداخلي فقد تبنت المرشحة المذكورة نموذجين ستعمل على تطبيقهما في حال فوزها ويتعلقان بشكل خاص بالسياسة الداخلية لفرنسا وقد استعارت هذين النموذجين من القوانين المعمول بها في كل من السويد وكندا.
أما مرشح الحزب الحاكم ساركوزي فلم يتردد في التصريح خلال زيارته للندن أواخر كانون الثاني 2007 بأنه معجب بسياسات طوني بلير الداخلية واصفاً هذا الأخير بالرجل البراغماتي خاصة على صعيد الشؤون الداخلية, وأكد كذلك على استعداده لزيادة نفقات تسليح الجيش الفرنسي وميزانية وزارة الدفاع بنسبة 2% سنوياً على أقل تقدير.
أما مرشحة الحزب الشيوعي ماري جورج بوفيه فقد هاجمت في لقاءاتها مع أنصار اليسار سياسة ساركوزي العسكرية التي تدفع الشباب والأحداث للموت مجاناً في الضواحي وفي بؤر التوتر الافريقية حيث تتواجد القوات الفرنسية وطالبت جعل فرنسا: فنزويلا أوروبا.