تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النفط سرّ الاهتمام الأميركي - الفرنسي

دراسات
الثلاثاء 27/12/2005م
سفير سابق

يبدو أن الأمل في الوصول إلى حل لإنهاء أزمة دارفور ما زال بعيداً رغم ما تردد من أن الاجتماعات التي عقدت أوائل كانون الأول 2005

في العاصمة النيجيرية أبوجا بين الأحزاب والفصائل المتناحرة المسلحة والحكومة السودانية ستكون حاسمة تصل بالجانبين إلى بر السلام. وقد أظهرت حكومة الرئيس البشير في مناقشات البرلمان السوداني غيرتها على تحقيق رؤيتها لحل المشكلة باللامركزية وتداول السلطة واقتسام عادل للسلطة.إن أقوى المؤشرات التي تضعف الأمل في الوصول إلى حل تصدر عن الصراع على السلطة والانقسام الحاد الذي وقع داخل الفصيل الكبير في دارفور وهو حركة تحرير السودان. حيث انشق هذا الفصيل إلى فريقين فريق يقوده أركوي ميناوي وفريق بقيادة عبد الواحد محمد نور وقد كان كل فريق من هذين الفريقين يحمل السلام ويتمتع بقدر من التأييد القاعدي والقبلي ولما كانت لغة الحوار بينهما انتقلت إلى السلاح والاقتتال فإن نتائج الخلاف والمواجهة بينهما ومع الحكومة يمكن أن تؤدي إلى نتائج مدمرة وإلى وضع يمتد منه اللهيب إلى كل أرجاء دارفور ويحول دون الاستقرار والسلام.‏

أثارت هذه الوقائع وهذه القراءة للواقع الميداني في دارفور قلق واشنطن التي تبدي اهتماماً متزايداً بكل ما يجري في السودان منذ أن تدخلت في المباحثات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل قرنق, لمآرب تتعلق بنفط المنطقة وتجزئتها للسيطرة على السودان. وكان أن تكفل نائب وزير الخارجية الأميركية زوليك بالضغط على الفريقين المتنافرين في حركة تحرر السودان والتوسط بينهما لتحقيق وحدتهما مرة أخرى. وكانت أهم وسائل الضغط التي مارسها زوليك هي وقف العون الأميركي والدولي لكل الحركة في دارفور, إذا لم يتوحد الفصيلان, وكان أن التقى زوليك بقادة الجماعتين في نيروبي في بداية الأسبوع الثاني من تشرين الثاني 2005 قبل المباحثات في أبوجا لكن الوساطة الأميركية فشلت وانفض الاجتماع دون نتيجة.‏

إن من يتابع مجرى الأحداث في دارفور خلال الأيام الأخيرة يلاحظ أن النشاط العسكري والاشتباكات المسلحة لم تعد وقفاً على المواجهات بين المتمردين المسلحين وقوات الحكومة, بل امتدت لتقع صدامات مسلحة بين الموالين لكل من الفصيلين وكل منهما يدعي أنه يملك دعم وتأييد أغلبية أهل إقليم دارفور.‏

لقد كان لاندلاع الوضع في دارفور منذ عامين صدى واسع إقليمياً ودولياً وما زال الاتحاد الافريقي (منظمة الوحدة الافريقية سابقاً) بقوته المؤلفة من 7700 عسكري يتولى مهمة مراقبة وقف إطلاق النار في دارفور ويتلقى العون المالي والدعم من بعض دول الغرب ولكن الانقسام المشار إليه في حركة تحرير السودان في ذلك الإقليم من شأنه أن يزيد مهمة القوات الافريقية تعقيداً قد لا يمكن تفاديه.‏

شهد العالم قبل الانفجار المسلح بين الفصائل في دارفور, منذ شهرين تحسناً في خدمات تقديم الماء والغذاء, كما تمت تلبية الحاجات المستعجلة للاجئين الذين أبعدوا عن ديارهم لسنوات, لكن العلاقات مازالت متوترة بين اللاجئين السودانيين الذين حلوا ضيوفاً في الجماعات التشادية من قبائلهم وسكان تشاد المضيفين. وقد برز هذا التوتر في العلاقات بين الجانبين نتيجة التنافس على الموارد القليلة في هذه المنطقة القاحلة وقد قامت إحدى الفصائل المبعدة عن اجتماع أبوجا بمهاجمة ثكنة عسكرية تابعة للحكومة في الخرطوم وانزلوا بها خسائر فادحة. وفي صدد المآسي الإنسانية في دارفور علمت لجنة الضمير أن النساء في المخيمات يجبرن على المشي مسافات طويلة قد تصل أحياناً إلى عشرة أميال من أجل تأمين الحطب, خصوصاً بعد استنفاد الحطب في المناطق المجاورة, وهو ما يعرض هؤلاء النسوة لمخاطر الاعتداء.‏

إن العنف المتنامي لدى القبائل في تشاد يطول العديد من اللاجئين على طرفي الحدود. ولكن يظل اللاجئون في تشاد أكثر أمناً ممن تبقى في الإقليم المنكوب حيث يصل عددهم إلى أكثر من مليوني نازح لم يتمكنوا من عبور الحدود إلى تشاد منذ تعرض الآلاف للهجمات حتى وهم في مخيمات يفترض أنها توفر لهم الحماية. بعدما فقدوا كل ما يملكون من بيوت وماشية ما زالت حياتهم وكرامتهم معرضتين للخطر وتلعب أحزاب المعارضة التشادية اللاجئة في دارفور دوراً في تأزيم العلاقات التشادية السودانية. أما التقارير التي تفيد بتراجع الهجمات واسعة النطاق على القرى, فهي لا تعني أبداً أن عملية التدمير قد ولت دون رجعة, بل ما زالت الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور هشة للغاية. وبالإضافة إلى ذلك فقد أدى الخراب الذي لحق بالبنى التحتية من آبار ومحاصيل زراعية وممتلكات خاصة, إلى نسف أسلوب حياة السكان الذي كان قائماً في دارفور, وبعد أن عاش هؤلاء حياة هادئة فوق أراضيهم الخصبة لقرون طويلة هجروا بشكل جماعي إلى صحراء قاحلة لا يملكون فيها أي أمل عدا انتظار قدوم المساعدات الدولية.‏

والخوف الآن من أن يتراجع التركيز العالمي على تقديم العون للاجئين, بعد الاطمئنان إلى التطورات المؤقتة التي أدت إلى بعض الهدوء في الميدان السياسيمما قد يشجع الميليشيات على شن هجمات جديدة تخلف العديد من الضحايا وتفاقم الوضع المزري للاجئين في فصل الشتاء, وليس من المتوقع في حال تكرر الهجمات أن تنجح قوات الاتحاد الافريقي المكلفة بمراقبة الوضع الأمني والبالغ عددها 7000 عسكري في حماية مليوني لاجىء ناهيك عن إمكانية إرجاعهم إلى ديارهم, لقد انعكس ما يجري في دارفور على نشاط القوى والأحزاب المعارضة الناشطة في الخرطوم والسودان الشمالي وهي حزب الأمة بقيادة المهدي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي, والحزب الشيوعي السوداني إذ عقدت هذه الأحزاب لقاء تشاورياً بين قادتها وخلص هؤلاء إلى أنه لا جدوى مما يطرح من حلول للأزمة في دارفور بما في ذلك مفاوضات الحكومة مع الخارجين عليها في أبوجا, وقرروا أن حل المشكلة يكون في جهد دولي شامل تتفق عليه كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في السودان ودعا هؤلاء القادة لمواصلة البحث والتحضير لحملة مظاهرات واعتصامات للقبول بالمشاركة الوطنية الشاملة في حل نزاع دارفور, هناك التزام بالوحدة الوطنية وحكومة البشير, بعد تصالحها مع الجنوب, تعمل بجد لتنفيذ اتفاق المصالحة وترى أن ذلك كان القضية الأساسية في السودان, وأنه ليس للمعارضة في الخرطوم أن تكون طرفاً في تأجيج الصراع في دارفور, من شأن النجاح في تحقيق أهداف التسوية بين الشمال والجنوب أن تلتفت الخرطوم إلى غرب السودان لحل مشاكله وشموله بثروة البلاد من النفط, شريطة أن يهدأ الوضع السياسي.‏

تعتبر الخلافات المسلحة في دارفور وتلك السياسة التي لاتزال متأججة, واستمرار المشكلات في جزر جغرافية لم يتم الاتفاق بشأنها بين الشمال والجنوب,هما منطقة النيل الأزرق منطقة أبيي, بؤراً للتوتر مثيرة للجدل والصراع, أرجأت البت فيها حكومة الوحدة الوطنية في الخرطوم, التي تضم 15 حزباً, باعتبارها شأناً شمالياً وتقوم الأحزاب المعارضة في الخرطوم بتأجيج الصراع في دارفور لإحراج حكومة البشير وإرباكها. المتمردون الذين يجرون المباحثات مع الحكومة في أبوجا يطالبون الحكومة بتقديم مقترحات غير مكررة لحل الأزمة في دارفور. لذا لايزال الوضع هناك يراوح مكانه مع الفرصة السانحة لتدخل أجنبي من الفرنسيين من تشاد والأميركيين في المنطقة المحيطة بالسودان ما يحتاج إلى المزيد من الحذر والتعاطف العربي مع مشكلات السودان تفادياً لمزيد من الانفجار.. يحتمل أن يطلب الرئيس التشادي, إدريس الذي زار باريس مؤخراً لمساندة فرنسا لنظام هو على رأسه منذ أكثر من عقد, بعد أن انشق قسم من الجيش التشادي والتجأ الى دارفور وتبادل البلدان الاتهامات في حوادث على الحدود المشتركة.‏

وأكد السودان أن الجيش التشادي قد لاحق المنشقين عنه إلى داخل السودان, ولا يستبعد من تشاد التي تؤوي منذ شباط 2003 حوالى مئتي ألف لاجىء أن تتدخل في الصراع في دارفور, لخلق مصاعب جديدة أمام حكومة الخرطوم. وربما تجد فرنسا مكاناً لها إلى جانب أميركا اللاهثة وراء هيمنتها على منطقة النفط في وسط أفريقيا, في تشاد خصوصاً إنها المنطقة المحيطة بالسودان التي كانت مستعمرات لفرنسا, وتبقى في الزعم الفرنسي ساحة صيد خاص بها, إنه وهم الأمجاد الاستعمارية التي مازالت مسيطرة على السياسة الفرنسية.‏

تعليقات الزوار

المستور |  alnornor2@yahoo.com | 24/01/2006 03:23

بسم الله الرحمن الرحيم الي السادة الافاضل نشكركم علي اهتمامكم بوطني تشاد ولاكننا نتمنا ان نجد الاكثر عنة وان نضام ادريس في زوال REPUBLIQUE DU TCHAD FRONT UNI POUR LE CHANGEMENT DEMOCRATIQUE FUC Note à lintention de chefs dEtat et de Gouvernement membres de LUnion Africaine Objet: Situation de crise politique au Tchad Excellences mesdames, messieurs Nous, résistance nationale contre le régime dIdriss Déby réunie au sein du Front Uni pour le Changement Démocratique ( FUCD) voudrions saisir lopportunité que nous offre la tenue du sommet de lUnion Africaine pour porter à la connaissance de lAfrique ainsi réunie le message du peuple tchadien en lutte. Chacun de vous connaît parfaitement le drame que vit le Tchad depuis son inscription dans le concert des nations libres et indépendantes. Il nest donc pas dans notre intention de vous faire lhistorique dune crise que beaucoup parmi vous ont consacré des trésors dénergie à régler. Nous voudrions toutefois rappeler quaprès trente ans de régimes autoritaires successifs, lespoir du peuple Tchadien a été sans bornes lorsque, prenant le pouvoir le premier décembre 1990, le colonel Idriss Déby indiqua dans sa profession de foi, sa ferme volonté dinscrire le Tchad au registre des pays libres et démocratiques. Malgré quelques balbutiements dès 1991, les Tchadiens dans leur ensemble ont placé tous leurs espoirs en la démocratie et par des pressions multiples ont contraint le nouveau régime à organiser une Conférence nationale Souveraine afin de définir un consensus politique national et jeter les base du jeu démocratique naissant. Malheureusement, Idriss Déby na proclamé la démocratie que pour mieux abuser de lopinion nationale et surtout bénéficier du soutien dune communauté internationale qui a fait du crédo démocratique la condition de son aide aux pays en difficulté économique. A peine sortie de la Confé

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية