في المنتدى الثقافي (للشرق الأوسط) العدد /9885/ أشار عبد الباقي خليفة الى أن الشاعر سميح القاسم عبر عن سعادته إثر صدور الترجمة الايطالية لمجموعته الشعرية (أصوات الجليل) وقال القاسم: أنا أعتز بوصول قصائدي للجمهور الايطالي عن طريق الترجمة, والشعر هو إحدى وسائل التواصل بين البشر, والتواصل قبل كل شيء هو مع الذات أي الاحتماء من الذوبان والتلاشي, وعندما أترجم الى لغات أخرى يزداد إحساسي بالأمان, ونحن أبناء منطقة الحوض المتوسط مرتبطون ثقافياً ونعرف بعضنا منذ أقدم العصور, إذ نجد أواصر عميقة بين المعري ودانتي, كما أن الشاعر اللاتيني أوفيديوس حاضر في القصيدة العربية الحديثة, هناك تلاقح حضاري كبير..).
--يوسف طافش: الهزيمة الثقافية تعني الدمار...
في زاوية (حتى نلتقي) في مجلة (فنون) كتب يوسف طافش قائلاً: المفكرون والأدباء والكتاب بشكل عام يدقون نواقيس الانذار بين الفنية والأخرى للتحذير مما يحيق بجبهتنا الثقافية والصناعات الثقافية من أخطار تتهددها.. ولكن على ما يبدو وكأن هذه الانذارات لا تعني من يهمهم الأمر, أو يكاد لسان حالهم يقول: (موتوا بغيظكم أيها الكتاب واكتبوا ما تشاؤون ثم انقعوا ما تكتبون واشربوا ماءه) ربما نهزم في هذا الموقع ولكننا نحقق النصر في موقع آخر, أو في الموقع ذاته, أما على صعيد الثقافة فالأمر مختلف تماماً لأن الهزيمة هنا تعني دمار أمة بأكملها, فهي تؤدي الى هزيمة التاريخ قبل هزيمة الجغرافيا كما تؤدي الى احتلال القيم الحضارية لإنساننا العربي واقتلاعه من جذوره.. فالجبهة الثقافية العربية ما زالت تتعرض لهجمات على عدة مستويات, وبدون أمن ثقافي يبني صرح الوعي في إنساننا العربي سيظل أمننا الغذائي مهدداً...