ان يمتلك بيتا إلا ان هذا الأمر اصبح بمنزلة الحلم الذي يراود بنات افكارنا بين الفترة والأخرى وخاصة بعد الارتفاعات الصاروخية التي اصابت سوق العقارات دون أي ضوابط يمكن ان تحد من جموحها.
احد الباحثين قال عن الابعاد الاجتماعية والاقتصادية عن مشكلة السكن في سورية: اذا أخذنا مؤشر معدل التزاحم أي عدد الاشخاص في الغرفة الواحدة يتبين لنا انهم أكثر من ثلاثة افراد وحصة الفرد من المساحات الطابقية أقل من 11م,3 اذاً نحن امام مشكلة حقيقية في تأمين السكن المناسب للمواطن.
في الفترة الأخيرة طرحت الحكومة حلولا جزئية لمساعدة المواطن في الحصول على مسكن صحي ومناسب عن طريق الاكتتاب عليه من قبل مؤسسة الاسكان العامة سواء في محافظة دمشق وريفها أو في محافظات القطر الأخرى, فقد بلغ عدد المكتتبين 26 ألفا يتنافسون على 1790 مسكنا في دمشق وريفها وحمص وحماة وحلب, وفي مدينة دمشق وريفها بلغ عدد المكتتبين نحو 12 ألف مكتتب خصص لهم نافذة واحدة في أحد فروع المصرف العقاري لدفع المبالغ المطلوبة ثم ليعود 11600 مكتتب لاستعادة المبالغ للذين لم يحالفهم الحظ ببيت الأحلام.
وما حصل في محافظة دمشق حول قرعة تسجيل البيوت في توسع دمر وضاحية قدسيا يستحق التوقف عنده ولو قليلا, عمليات الاكتتاب كانت مقررة أن تبدأ في الشهر السابع من العام الحالي على أمل ان تتم القرعة في موعد اقصاه الشهر لكن القرعة لم تتم في الشهر المذكور ولا في الشهر الثامن أو التاسع وإنما في نهاية الشهر العاشر ومربط الفرس في حديثنا يتعلق ببضع الافراد الذين حصلوا على شقق نتيجة ما آلت اليه هذه القرعة: طبعا العرف المتداول بين الناس يقول من له حظ طيب وتكون نيته صافية تجاه جميع الناس يكون الاجدر في اقتناص الفرص الضائعة!. وما حصل لإحدى العائلات المكتتبة هو ترجمة لما تم ذكره, حيث كان نصيبها الحصول على شقتين لشقيقين من نفس العائلة!.
فبعض المواطنين شككوا في القرعة مؤكدين ان عائلاتهم تتجاوز عشرة أفراد لكن لم يحالفهم الحظ ونيتهم صادقة تجاه جميع الناس لا تشوبها أية شائبة فاطلقوا تساؤلا يتخلله نوع من الشك والريبة حول آلية الاختيار وتمنوا في المستقبل القريب أن يقف الحظ الى جانبهم في حال حصلت عملية اكتتاب أخرى للحصول على بيت الاحلام!.