تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أن نكون هناك, أن نكون هنا: الاطمئنان إلى شاشتنا المحلية

فضائيات
الثلاثاء 27/12/2005م
راشد عيسى

نمر على شاشاتنا الوطنية بين الحين والآخر, نريد أن نطمئن الى انها ما زالت على حالها, لعله مرور رومانسي, ففيه تذكرٌ يشبه علاقتنا بكرسي القش العتيق أو قرص الشنكليش, لا احد يهتم بتطوير أشياء كهذه, لئلا تفقد قيمتها نهائيا. غالبا ما نختار (مجلة التلفزيون) كعينة.

التاسعة والنصف من مساء الخميس, تبين فورا أن المعد السابق ماهر الخولي قد حذف واستبدل بتميم ضويحي (صحيح أن الباء للمتروك في اللغة, ولكن المتروك هذه المرة هو الخولي), هذا تبشير بخسران الشعر, ولكن سرعان ما تبين أيضا أن الشعر ميزة سورية, لم تكن مقدمتا البرنامج لتستغنيا عنه.‏

أولى فقرات البرنامج كانت بعنوان (كنا هناك), حلاوة العنوان أنه يأتي أيضا من الشعر, ويذكر بأحد عناوين مجلة (الكرمل): (أن تكون هناك), حيث تشير ال (هناك) الى فلسطين التي تغلي بالاحداث, أما (هناك) المجلة فقد ذهبت الى قصر النبلاء لحضور حفل عشاء يكرم مسلسل (عصي الدمع) بعد ان اطمأنت الى أن الزميلة لينا نويلاتي ما زالت هناك أيضا, سرني أن الفنان جمال سليمان كان بطل هذه الحلقة من مجلة التلفزيون بعد ان خصص جزء كبير منها لمسلسله.‏

الحدث الرئيس كان أن صندوق التنمية والسكان في الأمم المتحدة كرم (عصي الدمع). والمفارقة التي لم يلتفت إليها معدو التقرير (يصعب تحديد سبب عدم الالتفات, إذ لا نعرف إن كان التقرير سجل قبل الأكل أم بعده) إن الفنان سليمان هو سفير النوايا الحسنة لصندوق التنمية والسكان, والفنان سليمان أيضا هو بطل (عصي الدمع) النتيجة: جمال سليمان يكرم نفسه, ومع ذلك علينا أن نشكر المنظمة الدولية التي انجزت كل أشغالها وتفرغت لمتابعة المسلسلات السورية.‏

كان لدى الزميلة النويلاتي الوقت لتعد حوارا مع الفنان زهير رمضان في فقرة تحمل العنوان (البيت بيتك) قالت إن اعماله الادارية في نقابة الفنانين لم تشغله عن أعماله الابداعية, انشغلنا نفكر بالسر, ولم يطل الأمر لنحزر السبب: ما المانع إذا كان دائما ثمة عثمان عثمان في مكان ما?.‏

أما درة البرنامج, والتي ينبغي أن تدر عليه ارباحا طائلة جراء اتصالات المشاهدين, فكانت المسابقة, وهي بعد أن فرغت من حل مسابقة العدد الماضي التي تقول بأن حسين دعيبس هو مخرج كليب (غزالة) لوفيق حبيب, حظيت المجلة بإطلالة عطوفة لعلي الديك يسأل شخصيا إن كان ملحن اغنيته الشهيرة (الحاصودي) ابراهيم جودت, أم ماهر وثائر العلي أم وسام الأمير, مع إيماءة تؤكد صحة الاجابة الثانية, وهنا بالضبط فاضت الأعين بدمع حنون: هو ذا تلفزيوننا الحبيب, هو ذا على حاله. مطمئنون إلى رسوخ أحواله, مطمئنون الى انه لم يذهب بعيدا, والأهم انه كان مؤشرا عظيما على أننا هنا. مطمئنون, فلنمض إذا براحة بال الى قنوات أخرى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية