وخلال زيارته إلى اسطنبول طلب زعيم الدبلوماسية الأميركية من رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان والذي سيحل ضيفاً على الرئيس باراك اوباما خلال الشهر المقبل إرجاء زيارته إلى غزة لكي « لا تضر زيارته باستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين » وتزامنت زيارته إلى اسطنبول مع وصول فريق حكومي إسرائيلي من أجل دفع التعويضات لعائلات الناشطين السلميين الأتراك، الشهداء والجرحى ، في حادثة الاعتداء على قافلة الحرية المبحرة نحو غزة لإيصال المساعدات إلى أهلها المحاصرين . هذا الحادث والهجوم على القافلة الذي جاء وفق تبريرات رئيس وزراء تل أبيب نتنياهو نتيجة (خطأ عملياتي ) . وهي رواية أخذ بها اردوغان ولكن لم تأخذ بها عائلات الضحايا الذين رفضوا التعويضات ( 100,000 دولار للعائلة الواحدة ) ووضعوا شرطاً على إسرائيل يفضي إلى رفع قيود الحركة على البضائع وعلى البشر في غزة . ومن جانب آخر يعلن كيري بين الفينة والأخرى عن خطة لإعطاء جرعة انعاش للاقتصاد الفلسطيني الذي تتعاون معه شركة كوكا كولا المتعددة الجنسيات . والنتائج مضمونة : فالفلسطينيون لا يمكنهم الحصول على الغاز من حقول الغاز في غزة الذي تمت مصادرتها من قبل إسرائيل ولا الحصول على المياه التي سرقها الإسرائيليون ولكن يمكنهم الاستعاضة عن ذلك في شرب الكوكاكولا. وضمن هذا السياق ومن أجل تعزيز الالتزام الأميركي في عملية ( السلام في الشرق الأوسط) وصل وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هيغل إلى المنطقة أيضاً وتشمل زيارته إسرائيل والسعودية والإمارات العربية ، الحلفاء الثلاثة للولايات المتحدة التي سوف تبيعهم ( حزمة ) أخرى من السلاح الذي تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار .
وهذه الصفقة تعتبر عملية تجارية ضخمة للصناعة الحربية الأميركية. حيث سيتم بموجب تلك الصفقة شحن الأسلحة الأكثر تطوراً فيها إلى إسرائيل ، منها منظومة صواريخ من الجيل الحديث الأكثر كفاءة من سابقتها في تدمير رادارات العدو خلال الهجوم وكذلك رادارات أكثر تطوراً للطائرات الهجومية وطائرات نقل جوية من طراز kc-135 لتزويد الطيران بالوقود وناقلة جند من طراز v-22 OSPERY وهجين بين طائرة ومروحية . ومن خلال هذا المنظور تعتبر إسرائيل الوحيدة التي تمتلكها إلى جانب الولايات المتحدة .
هذا ولن تدفع إسرائيل سوى جزء ضئيل من ثمنها لأنها سوف تحصل هذا العام من حليفتها الأميركية على « مساعدات عسكرية « تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار . وتهدف تلك الأسلحة إلى تعزيز قدرات إسرائيل في الهجوم على إيران ودول أخرى في المنطقة. وبناء على ذلك لا يهدف موقف واشنطن، التي تعتبر أنه من « السابق لأوانه » شن هذه الضربة الإسرائيلية الأحادية ضد إيران ، إلى منع هذا الهجوم ، بل تعمل على الإعداد والتنسيق جيداً له .
ونفس الهدف يكمن في توريد السلاح إلى الحليفين العربيين للولايات المتحدة ، السعودية والإمارات العربية ، حيث حصلتا على قنابل دقيقة الإصابة يتم قذفها من مسافات بعيدة عن الهدف . وهي قنابل تناسب طائرات F-15 التي توشك السعودية على امتلاك 84 طائرة منها ، ضمن إطار توريد أسلحة بقيمة 29,5 مليار دولار متفق عليهم منذ عام 2010 ، وكذلك 26 طائرة من نوع F-16 سوف تشتريها دولة الإمارات العربية.
وفي نهاية المطاف لقد أعلن كل من جون كيري وتشاك هيغل مضاعفة المساعدات الأميركية إلى « المجموعات المسلحة « في سورية وإرسال مجموعات عسكرية أميركية إلى الأردن من أجل تدخل محتمل ضد سورية . مهمة « سلام « ناجحة وحرب مضمونة .