تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عارٌ على أميركا ما تفعله في سورية

عن موقع مونديا ليزاسيون
ترجمـــــــــــة
الأحد 19-5-2013
 ترجمة: سراب الأسمر

يتسبب التنافر المعرفي الذي يسود النخبة الأميركيةالمحدودة في المزيد من الحروب والموت وما الى هناك من أمور سيئة.

يبدو أحيانا الطرف البارز من الجبل الجليدي على وضعه الحقيقي, كذلك الحقائق المشار اليها تعزّز تجربة الأغلبية. هذا يؤكد التقرير الذي نشره مؤخراً مركز بيو للأبحاث تقهقر أوضاع ما لا يقلّ عن 93% من الأسر الأميركية إثر الدورة الاقتصادية لما بين عامي 2009-2011 .‏

هذا التقرير يؤكد فقط ما نشهده في حياتنا اليومية, فبالرغم من الرؤية الضبابية للطبقات الوسطى و لعبة المرايا, الا أنه لن يكون هناك أي «ازدهار» فالشرائح الاوفر حظا والتي تشكل 20% من الشعب الأميركي هي الوحيدة التي ما تزال بوضع جيد.‏

لم أرَ في حياتي عرضاً أقسى من هذا, وأناساً أقل مسؤولية للقيام بالتحسينات فما زلت أكرر حتى الآن - لمن يرغبون بالاستماع -أنه وإن بدا هناك بارقة أمل أمام هؤلاء الذين يزيد مدخولهم السنوي عن 250000 دولار واكثر, لكن يظلّ هناك بقية باقية نسبتها 80% تعيش على عوائد قليلة. بالنسبة للطبقة الوسطى, ستصدمها حقيقة الأمر .. لأنه حتى الذين يعيشون بمدخول أعلى ستتراجع أوضاعهم.‏

كل ذلك يشير الى اليأس من تلك السياسات التي أطلق عليها زين «الحرس» فيما أسماها تشومسكي «رجال الدين»: وهم هؤلاء الذين تكيفوا بشكل جيد مع النظام الحالي لكنهم رأوا أنه يحتاج الى بعض التعديلات. إلاّ أن هذا الفريق غير متفق وباتت تناقضاته الداخلية أكثر وضوحاً, أمّا ردّ الدولة فكان أكثر قسوة وأقلّ «مرونة»...‏

أمست التداعيات السياسية أكثر إقلاقاً, فهذا القطاع حاسم وحيوي في النظام وأي خطر من جانبه سيكون له نتائج خطرة....‏

بشكل مفارق ظهرت موجة من ردّات الفعل في اوساط الشعب امام خيانة قادته, ولكن جاءت ردة فعله على أرباب العمل الذين أوصلوا الرسالة وليس على الفاعل فخسروا الكثير وكان غضبهم يائساً.... وفي هذه الايام بات غضب هذه الفئة اكثر وفقدوا الثقة بأي جهة رسمية... وتزايد التنافر المعرفي لديهم..‏

الآثار الوحشية لهذه اللعبة أصبحت واضحة, وعدد الضحايا مستمرا بالازدياد, وارهاب الدولة الأميركية مستمرا في محاولة منها تثبيت أسلوب الهيمنة على موارد العالم. وتفوت هذه الصفقة الخاسرين أو أنهم يصبحون داعمي الكوارث سواء أدركوا ما يفعلونه أم لا. فهم قادرون على تبسيط التدمير الكامل لدولة تلو الأخرى... فبالنسبة لهم إن حقيقة تمويل حكومتهم وتسليحها لأعمال التخريب في سورية وليبيا لنفس المجموعات الارهابية أمر ليس ذا أهمية. القاعدة الحسابية البسيطة للتوازن تتطلب اعترافهم أو رفضهم للتعريف الخاص بالعنف الذي يجتاح العالم باسمهم, بأموالهم وصمتهم ودعمهم القوي. كل ما هناك أنهم يتضاربون.‏

ستتبخر الهبة الجنائزية التي تقدمها أميركا لضحاياها الكثيرين حين ستغادر فقاعتهم, لتمضي إلى حيث باقي العالم يبكي موتاه.‏

كما تتجلى نتائج تشريعاتهم الكريهة والقاتلة على الاقتصاد لأن منطقهم يفرض استيقاظهم باكراً وفكرة القتل الدامي تهيمن عبر استخدام طائرات بدون طيار....أما الأمر الآسر في هذا الإرهاب فهو عدم قدرة أميركا في السيطرة على الأنظمة السياسية التي دعمتها وباركتها و تسبّبت تلك الأخيرة بمثل هذا الدمار. إن ما فعلته في الشام عار وجريمة لا أخلاقية لا يمكن تصور عواقبها في النهاية حين تعود الأمور إلى نصابها.‏

وأقول لقرائي في العالم, أنا مدرك لأنانية هذا التمركز حول الذات في التجربة «الأميركية» الداخلية, وأسمع صراخكم يتردّد داخل رأسي «من يهتم» إذا كنتم تقرؤون ما كتبته أنتم تستحقّون احترامي. أحياناً أرى أنّه من الحسن أن أكتب ببساطة لمن يشاركني وجهة نظري وإن كان أحياناً بشكل طفيف.‏

أعتقد أنّنا نعيش في زمن تسوده الأزمات, ربما تحتاج لسنة وسنتين وربما عشر سنوات لتتغير الأمور, لكن ضمن منظور تاريخي فنحن نعيش هذه اللحظة. إنّها اللحظة المحورية الأكثر نصوعاً في مونتاج نهاية البؤساء حين يشعر جميع الناس - مهما كان دورهم أو وضعهم - أن هناك ما يلوح في الأفق: «سنصبح غداً ماأعدّه الله لنا, سنعيش فجراً جديداً. غداً تشرق شمساً جديدة».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية