تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ارتياد المقاهي وقت مستقطع... أم بدل ضائع...

مجتمع
الأحد 19-5-2013
أنيسة أبو غليون

اعتاد السوريون منذ القدم على التجمع في المقاهي الشعبية حيث يتبادلون الأحاديث والآراء لذلك تعددت المقاهي وانتشرت في جميع أرجاء وطننا... وإذا كانت بعض الشوائب تعيب عمل المقاهي أو روادها فلا يمكن نسف فوائدها بأنها متنفس للناس بمختلف فئاتهم...

لذلك فقط تغيرت الصورة النمطية التي رسمتها لنا الأفلام السينمائية حول المقاهي وروادها، فلم تعد تجمعاً للعاطلين عن العمل والمتسكعين إنما باتت مكاناً للترويح عن النفس والراحة من ضغوط العمل، بعد ما طرأ عليها بعض التغييرات نتيجة تطورات الزمن والتحولات الاقتصادية والاجتماعية وزحف العولمة غيرت نوعاً ما الصورة القديمة وباتت جزءاً من الماضي فازدياد المقاهي وازدياد عدد روادها، يبين أن هناك علاقة جدلية بينهما فأيهما يا ترى السبب في ازدياد الآخر؟‏

الخدمات السريعة‏

يقول السيد رؤوف 26 عاماً: ازدياد المقاهي برأيي يرتبط بتطور الخدمات السريعة التي تقدمها وهو ما شجع الناس على ارتيادها عوضاً عن أشياء أخرى فليس الشاي والقهوة والعصائر هي فقط ما تقدمه كما كان يحدث قبل نصف قرن بل إن القائمة تشتمل على أنواع جديدة تحت مسميات عدة بغية جذب الزبائن واتساع الخدمات الحديثة وأصبحت أساسيات وليست مجرد كماليات «الانترنت وسرعته وقوته الفضائية» إضافة إلى الشاشات الضخمة والقنوات الفضائية المشفرة وخاصة الرياضية منها لكن بالمقابل أجد أن البعض لايزال يفضل الألعاب الشعبية القديمة «ورق الشدة» وبجانبها النرجيلة والمعسل التي مازالت صامدة في وجه زحف العولمة خاصة لكبار السن.‏

التسلية والترفيه‏

في حين أبدى السيد علاء «طالب جامعي» وجهة نظره قائلاً: إذا ما أراد أحد أن يسأل أي مرتاد لأي مقهى حول سبب وجوده في هذا المكان لن يجيب «لا أجد عملاً» حتى لو كان عاطلاً عن العمل لكنه يقول للتسلية والترفيه، وقد يفاجئك آخر حين تعلم أن ضغط العمل هو ما دفعه إلى أخذ قسط من الراحة في المقهى، أو أنك تصطدم بآخر مع كمبيوتره المحمول وهو يفتح النوافذ من خلاله ويحادث العديد من أصدقائه في جميع أصقاع العالم.‏

مكان مثالي للقاء الأصدقاء‏

للمقهى أو «الكوفي شوب» أهمية بالغة بالنسبة للكثيرين كمكان مثالي للاجتماع ومزاولة بعض الأعمال، كما أن لها مفهوماً خاصاً لدى بعض مرتاديه فهي بالنسبة للمدرس حسن بمثابة صالون أدبي إذا استخدمت بأسلوب راق: «المقاهي خرجت أدباء ومفكرين في العالم العربي» ويشير إلى أنه يرتاد بشكل دائم مقاهي الكوفي شوب والانترنت لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء ويعتبر المقاهي مراكز تسلية وترويح عن النفس حيث أصبح الأصدقاء يتفقون على الالتقاء في «الكوفي شوب» للجلوس بحرية أكبر بعدما كانت مقتصرة في البيوت فتلك الجلسات أخذت شكلاً آخر نتيجة تطور الحياة وساهمت برأيي في الحد من المبالغة في الضيافة.‏

القنوات الرياضية‏

يقول الطالب الجامعي «أنس»: أرتاد المقاهي الشبابية التي تضبط شاشاتها العملاقة على القنوات الفضائية المشفرة التي تعرض مباريات الدوري الأوروبي وبطولاته والدورات العالمية والكؤوس وكوني طالباً ودراستي لها الأولوية فأنني أرتاد هذه المقاهي الحديثة أيام العطل والأعياد مع عدد من الأصدقاء وربما نجتمع في غير تلك الأيام لمتابعة حدث رياضي مشفر خلال أيام الأسبوع مشيراً إلى حرصه على تنظيم وقته بين الجد واللعب واقتطاع قسم منه لارتياد المقهى الذي يجتمع فيه مع الأصدقاء للتسامر معهم والترويح عن نفسه.‏

الرغبة في التجديد‏

وعن تفضيل الشباب السهر في المقاهي بدلاً من السهر في المنازل والتي كان متعارف عليه قبل انتشار العولمة يقول السيد خلدون «موظف» 27 عاماً: السبب هو وجود الكثير من الوسائل الترفيهية والترويحية فضلاً عن التعرف على أصدقاء جدد على الدوام ومشاهدة العديد من القنوات الفضائية الرياضية المتنوعة والمشفرة إضافة إلى الجو الخاص الموجود في المقاهي والرغبة في التجديد فالجلوس في المنزل والاجتماع فيه مع الأصدقاء لا يخلق جواً خاصاً ومتطوراً فالبيت أجده للدراسة والطعام والنوم والالتزام بجو الأسرة وقوانينها.. فالتجديد أراه في الخروج مع أصدقائي والاجتماع معهم خارج إطار المنزل لكن ضمن الأصول فالتقنية الحديثة تجعلنا نقضي وقتاً ممتعاً ومسلياً مع بعض الأصدقاء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية