و من الناحية الاجتماعية هو نظام اجتماعي و قانوني تتمثل فيه بنية الجماعة . و تتجلى في طبائعها و خصائصها و تخضع في نشوئها لتقاليد و أعراف ترتبط بالسلوك الاجتماعي و الأخلاقي . و الزواج باختصار هو رابطة تقوم بين رجل و امرأة ينظمها العرف و القانون و ينشأ عن هذه الرابطة أسرة تترتب فيها حقوق و واجبات تتعلق بالزوجين و الأولاد .
أما أسس و عوامل نجاح الحياة الزوجية في المستقبل فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصية كل من الفتى و الفتاة و أهم هذه العوامل : التكوين الجسمي و الصحة العامة من حيث الفحوصات الطبية الضرورية ثم الذكاء و النضج العقلي . فالذكاء هو سلاح الشخصية و هو القدرة العقلية للتصرف في المواقف المختلفة ثم يأتي بعده الاتزان في المزاج و الخلق فالناحية المزاجية تطبع الشخصية كلها بطابع معين . و من الأفضل التقارب في الصفات المزاجية و الميول و الهوايات و الطباع.
و لكن ما الذي يؤدي إلى فشل الزواج ؟ قد يكون أولها عدم قضاء الوقت الكافي للإلمام بصفات و إمكانيات الشخص الآخر و الاطلاع على شؤونه الخاصة و نظرته للحياة و درجة ثقافته و طريقة تقبله و مناقشته لأفكار الآخرين .
و علينا أن نعرف أن الزواج في النهاية ليس بحراً من السعادة إذ على الرابطة الزوجية المكونة من الزوج و الزوجة أن تسعى و تجتهد عن طريق السعي بالإيحاء الذاتي بحيث يرى أن كل شيء يتحسن و يسير نحو الأفضل .
و في الزواج علينا التكيف مع التغيير الكثير من العادات و التقاليد و أنماط السلوك و النجاح الزوجي الذي يتأتى نتيجة تعلم و اكتساب الخبرة و التدريب و الاستعداد و التهيؤ الذهني فهما سيواجهان واجبات حياتية و متطلبات عمل يومية و كلما قلت المرونة و زاد العناد كان ذلك داعياً إلى عدم التوافق و كلما استعمل الزوجان عقلهما و ذكاءهما في حل المشكلات المشتركة كلما كان ذلك أدعى إلى استقرار حياتهما العائلية و التوافق في إدارة المنزل و الحياة الزوجية ضروري خاصة فيما يتعلق بالإنجاب و تنظيم مواعيده و التحكم في عددهم المناسب للمستوى الصحي و الاجتماعي و الاقتصادي للأسرة .
و علينا ألا نغفل عن العوامل التي تبني صرح السعادة الزوجية السليمة القائمة على دعائم مرتبطة بإشباع الحاجات النفسية الطبيعية لكل من الزوج و الزوجة .
و من هذه الحاجات الحاجة إلى إثبات الذات والشعور بالكيان النفسي بحيث يكون لكل منهما الاعتبار و القيمة من حوله و المحيطين به . و من هذه الحاجات الشعور بالأمن و الاطمئنان و التفاؤل و الثقة و توافر الشعور بالحب في أجواء الأسرة و الحب المقصود هنا هو الحب الإيجابي المبني على مساعدة الغير في تقدير الجمال الواقعي لا مجرد الاكتفاء بالتحليق و الخيال .
و في النهاية الزواج المنسجم أو المتوافق يؤدي إلى شعور الطرفان بالوئام و الصحة و التوافق .