بين قرب و بعد .. بين من يحبه و من يخنقه حباً .. شداً و جذباً .. مداً و جزراً بيني و بينك .. حتى أصيب بالتصلب و التضخم و التجلط مني و منك و بات ذاك القلب الذي ضمني و ضمك بشغافه يتفتت و يتشرذم بيني و بينك ..
قبل أن يدخل العناية المركزة أو يغرق في مرحلة السبات .. قبل أن يفوت الأوان و يتوقف عن الحياة و يفارق خارطة جسد قاوم و صارع للبقاء في زمن خريف العرب و نكباتهم .. قبل أن نعض الأصابع ندماً على خسارته و تمزيقه إرباً إرباً بين تيار و لون و طائفة و مذهب .. قبل أن نشرع عن سبق إصرار و تصميم بتقسيمه هواءً و ماءً .. سماءً و أرضاً بيني و بينك .. قبل أن نلون حدود شوارعنا و مدننا بألوان متنافرة متناقضة متناحرة لم تكن يوماً إلا جزءاً من أطياف قوس قزح سوري جمع لوني و لونك .. قبل أن يأتي الغريب لينهش إرثي و إرثك .. دعنا نتحاور حوار العقلاء على طاولة الانتصار على عدوي و عدوك ..
«هلم نتحاجج » دعوة من الرب في كتابه المقدس للحوار ، و في قرآنه سبحانه و تعالى حاور إبليس .. و لم يترفع موسى عليه السلام عن محاورة فرعون رغم جبروته و طغيانه ، فالاختلاف بأدياننا السماوية سنة طبيعية على ألا يتحول إلى شقاق و نزاع يجرفنا إلى أتون حروب تحرق الأخضر و اليابس و ُتدمي البشر و تفتت الحجر .. من أجل سورية التي تحبها كما أحبها لنترك الصراخ و الزعيق و لغة الرصاص و لهجة الاستقواء .. لنتحاور فالحوار ليس شعاراً و لا خياراً .. بل معيار لوطنيتك و وطنيتي لوقف نزف دمك و دمي .. و إنقاذ سوريتك و سوريتي ..