|
لـــــــــم تكــــــــــن هنـــــــــاك ..! ثقافـــــــة أننا لن نسمع صوت أحمد حاج عمر يأتينا عبر نشراتنا الإخبارية... كيف لرهافة إحساسك... وطيبة قلبك...أن تلملم ألمك وجراحك.. لم تستطع...!! توقف دماغك..بكى دما وانطفأ... مضت أيام ولازلت أحاول الاتصال بك كما فعلت عندما سمعت الخبر...
ثمة خطأ ما..لازلت شابا..متحمسا....لازالت مشاريعك الإعلامية والحياتية لم تكتمل... أطفالك الثلاثة يحتاجونك... لم اصدق حتى الآن انك رحلت وأننا لن نأخذ من روحك المرحة طاقة تعيننا على الآتي... أي لغة تلك التي يمكن أن تعيرني نفسها ...لأقتنص من مفرداتها ما يلائم مهابة موتك... تبا لكل المشاغل التي تباغتنا فتجعلنا نفترق.. مضت بضعة أيام على سماعي الخبر... ذهبت إلى مجلس العزاء ...لا أعرف كيف قادتني قدماي باتجاه المزة... لست ادري... جلست طويلا...علني أصدق ...زوجتك وأقرباؤك الطيبون...بدوا وكأنهم ينتظرون قدومك في أي لحظة....مرحبا..مرحاً..كالعادة... لكنك لم تأت...!
صديقي الذي لن أنساه مطلقا...لم تكن أبدا كأي شخص عرفته..كنت حقيقيا...وفيا صادقا..خلوقا...نزيها.. ولكن الموت لايمهلنا...بعد رحيلك... لاشيء إطلاقا...أرى كل شيء معكوساً... فجأة تضيع كل الكلمات..أنسى كل العبارات...وكأنني لست أنا ... اعجز عن التعبير ولازلت ...لاأصدق وألوم نفسي كثيرا أنني لم أسمع بخبر دخولك المشفى...ولم أعرف كم عانيت وأنت الذي قبعت طويلا تحت ظل الموت ...تراقبه يقترب منك أكثر فأكثر فتكبر ضحكتك وتحديك..دون أن تتمكن أخيرا من مقاومته... مضى وقت...آخر مرة التقيه فيها في أروقة التلفزيون عندما كنت اعد برنامجي ...في آخر اتصال هاتفي له معي ليطمئن عن أحوالي بعد أن تعرضت صحيفتنا للقصف...! اتصل ضاحكا كعادته...ليخبرني أنه هو الآخر ترك منزله...وانعزل في مكان جديد... وللأسف...كالعادة اتفقنا على لقاء جديد...لم يتم ...بات كثيرعلينا أن نلتقي... هل نحقد أخيرا...على كل ما من شأنه أن يبعدنا عن أصدقاء حقيقيين..أوفياء صادقين...مهما بحثنا لن نعثر عمن يعوضنا عن فقدانهم... عملت معه أثناء إعداد برنامجي التلفزيوني(أنت حر)كان يصر على متابعة كل التفاصيل ...كان متحمسا ليقدم شيئا مختلفا لشاشاتنا الوطنية...حينها كان مديرا للفضائية السورية...لكنه لم يجعل نفسه يوما أسير المنصب ..كانت نزاهته...سر عذابه... وحينها فاجأته أول أزماته الصحية...! كان بلدنا بخير فتجاوزها وعاد قويا متفائلا... أما الآن...ونحن وسط كل هذا ... رحيلك... يكشف عن حرقة أرواحنا التي تنزف وتنزف حتى نغيب... لاشئ يعبر ..لست أدري لماذا فجأة تصبح مفردات اللغة ضيقة وعاجزة...لست أدري لماذا فجأة يبدو كل شيء عبثيا...ولامعنى له... عند الغياب يعجز الكلام...شيء ماينتهي في أرواحنا..غصة أبدية لن تفارقنا...ولاشيء يعزينا... ووداعا...أيها soadzz@yahoo.com">الصديق...!! soadzz@yahoo.com
|