لاشك أن النكبة خلقت نوعاً من التمزق النفسي لدى الإنسان العربي, حيث تسرب الألم إلى نفوسنا جميعاً, وحركت وجداننا ووجدان الأمة وهزتها من الأعماق, لكن شعراءنا وأدباءنا العرب عامة, والفلسطينيين خاصة لم يتوانوا في التصدي لهذه المرحلة, فكان النثر بليغاً كما كان الشعر بديعاً!!
فها هو عبد الكريم الكرمي في قصيدته سنعود يقول:
غداً سنعود والأجيال تصغي
إلى وقع الخطا عند الإياب
مع الأمل المُجنح والأغاني
مع النسر المحلق والعقاب
أما الشاعر خليل زقطان فقد صوّر الواقعة بكلمات عميقة، واضحة كوضوح المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني, فالنكبة عند زقطان هي الموت، سلب الحياة، وما الخيام سوى قبور للأحياء فقال:
أخي ما عالم الخيمات
إلا مصانع بعثنا بعد الرقـودِ
قبوراً قد أرادوها ولكـنا
حلناها قبـوراً للجمـودِ
اليوم وقد جرّحتنا خمسة وستون عاماً على مرور النكبة, وهي المتربعة في الوجدان والذاكرة, تتنقل من جيل إلى جيل يليه، من أب عانى الفجيعة والتشرد والحرمان، إلى أم ثكلتها النكبة ...
باتت الفرصة ملحة أكثر من أي يوم مضى لتوحيد الفلسطينيين قوتهم وكلمتهم النابعة من الوجدان «يوم العودة آت» فما ضاع حق وراءه مطالب!!
ammaralnameh@hotmial.com