وتتصدى ادارة التشريع لدراسة قانون الجنسية وامكانية تعديله بما يتضمن حقوق المرأة والأولاد فيه.
وفي اللقاء التالي مع المحامي محمد أنس شقير يحدثنا عن بعض النواحي القانونية المتعلقة بحق الجنسية لأولادها وأبعاد التعامل مع هذا الأمر بقوله بداية من خلال الدراسات القانونية المعمقة والتي تمت فيها مراجعة القانون السوري وغيره من القوانين المعمول بها في الدولة السورية وجدنا فيها أن المرأة في الدساتير القانونية مصانة وفيها من المساواة والعدل الكثير لكن الذي يحصل أنه على أرض الواقع الموضوع مختلف بعض الشيء, وأحيانا هناك اختلاف كبير بين التشريع القانوني المثبت والواقع المعمول به في حقيقة الأمر, فهناك فصل بين التشريع والممارسة فالتوجهات القانونية الأساسية تقول إن التشريع ينطلق من الدستور ومن الأول نصل للممارسة الواقعية لكن معادلة (دستور فتشريع فممارسة) لانجدها مطبقة فعليا.
طالما أن المواطنين متساوون أمام القانون لماذا لايحق للمرأة أن تورث أولادها عندما تكون متزوجة بغير سوري.
هناك عمل حثيث للتغلب على الكثير من العقبات المتعلقة بقانون الجنسية فليس بسورية فقط هناك مشكلات حقيقية في هذا القانون, فاليمن على سبيل المثال دولة صادقت على اتفاقية القضاء على أشكال التحيز ضد المرأة من دون أي تحفظات لكن بالممارسة قانون الجنسية غير مطبق ويوجد في هذا السياق العديد من الحالات (مطلقة أو حالة وفاة الزوج, امرأة متزوجة بجنسية أخرى) مشكلة الارث كبيرة أيضا فأم متزوجة من غير سوري لبناني أو فلسطيني لايحق لها أن تورث أولادها في بلدها.
> ألا توجد جهود لحماية هؤلاء الأولاد الذين سيحصدون مشكلات لايد لهم فيها?.
>> سيبقى أولاد تلك الأم من دون جنسية أمهم وهو أمر غير انساني ولاتقبله الشرائع والقوانين, ليس في القانون السوري ولا في قانون أي دولة عربية ما يحول دون حق الارث, المشكلة تكمن بعدم وجود نسب واضح.
> ألا توجد دول تجاوزت موضوع الجنسية حتى تتشجع من تجربتها دول أخرى وتحذو حذوها?.
>> تعتبر الجزائر من الدول التي استطاعت أن تخطو خطوة ايجابية حسب مطالعاتي الحثيثة للقانون الجزائري فتوجد نماذج عديدة مسجلة لنساء سوريات متزوجات بجزائريين واستطاعت تلك النساء منح جنسياتها لأولادها.
وهناك حالات مشابهة في بقية دول المغرب العربي تستحق الذكر وتستأهل أن تكون نماذج حقيقية يتم من خلالها الاسراع بمعالجة الحالات المستعصية والشائكة فيما بين الأم وأولادها سواء بالارث أو الجنسية أو ما يعتري تلك الحالات من أمثلة خاصة لا حصر لها.