ولذلك فالأخطاء التي ترتكب في السنوات الأولى تكلف ثمنا باهظا,لأن فيها يمر الطفل بمرحلة دقيقة يستطيع أن يتعلم المفاهيم المبكرة التي تتخذ فيما بعد صفة الديمومة والثبات فإذا فاتت فرحة تلك السنوات فقد الأهل سرعة القبول الباكر إلى غير رجعة .
فحتى يجد الأهل أن لديهم ابنا لطيفا,مرضيا ومميزا فليغرسوا فيه هذه الفضائل دون أن ينتظروا سنوات طويلة يتمنون حدوثها بعد فوات الأوان. إن تأسيس طفل يتحمل المسؤولية ويكون له دور راسخ في مجتمعه, فيما بعد لن يكون إلا ضمن قالب مناسب في الوقت المبكر,إذ يعتقد البعض أن كل شيء يأتي بالوراثة وهذه الكلمة الفضفاضة والتي يستعملها الكثيرون ماهي إلا هروب من سؤال لا يعرفون الإجابة عنه ابتداء من الطبيب في العيادة وحتى المتخصص والباحث في الجامعة وصولا إلى الطالب البسيط,فكلما سألت أحدهم يجيبك (إنها الوراثة).
علما أن الوراثة لا تزود الطفل بالمواقف والمفاهيم الصحيحة ما لم يتعلمها تدريجيا من أهله من خلال الخمس سنوات أو الست الأولى حتى إن أغلب الدراسات السيكولوجية والبيلولوجية أكدت على أن مقدار قدرة الجسم على مقاومة المرض عندما يكبر تبدأ أيضا من خلال تأسيس جسم قوي في تلك السنوات عينها.