تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أمطار الصيف.. عدوان مع سبق الإصرار!

شؤون سياسية
الاثنين 3 /7/2006
أحمد برغل

كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حقيقة إسرائيل القائمة على الغدر والعدوان وارتكاب المجازر, والاستهتار بالمواثيق والأعراف والقوانين الدولية, وكشف معه موت الضمير العالمي وعرى أميركا وأوروبا.

وأثبت أن الغرب شريك كامل في العدوان والتآمر من خلال صمته, بحجة أن هناك جندياً مخطوفاً ومن حق إسرائيل إنقاذ حياته فيما لم تهزه لا صورة الأطفال المضرجين بدمائهم, وقد سقطوا ضحايا المجازر الإسرائيلية ولا أنين الشعب الجائع تحت الحصار, ولا تهديم المنازل والبيوت, ولا نسف الجسور ولا تدمير محطات الكهرباء والماء والهاتف.‏

لا شك أن هذا العدوان الغادر يمثل فصلاً جديداً من فصول المؤامرة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني, سعياً لتقويض مقومات الصمود, ومنعه من استعادة أرضه المسلوبة وبناء دولته المستقلة فوق ترابه الوطني.‏

فالقضية هنا, ليست قضية جندي مختطف, كما يدعي حماة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في واشنطن وأوروبا, وبعض الأصوات العربية الشاذة, بل هذه قضية احتلال, وأرض محتلة, وشعب يتعرض لأبشع أنواع الذل والهوان والقتل اليومي المتواصل تحت سمع وبصر العالم الذي يصمت ولا يحرك ساكناً.‏

والحل أولاً وأخيراً لا يكون بالدفاع عن المحتل والانحياز لجرائمه البشعة وإيجاد المبرر لها, وإنما يكون بالعمل لإزالة هذا الاحتلال البغيض وتطبيق قواعد الشرعية الدولية وعلى الجميع من دون أي استثناء وخصوصاً إسرائيل التي تضيف إلى بشاعة احتلالها انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وللقواعد والقوانين الدولية التي ترعى حقوق الواقعين تحت الاحتلال وعلى الذين يجدون المبررات لجرائم إسرائيل أن يعلموا جيداً أن هذا الجندي المختطف, تابع لقوة محتلة, فقد من داخل موقعه العسكري الذي يتم عبره استهداف الأراضي الفلسطينية واستهداف الشعب الفلسطيني قتلاً واغتيالاً وتدميراً.‏

في حين أن إسرائيل تعتقل أكثر من تسعة آلاف فلسطيني, خطفتهم من بيوتهم ومراكز عملهم, وعلى الطرقات, واعتقلت وتعتقل معهم اتفاقات جنيف, وحقوق المدنيين الواقعين تحت الاحتلال, وسائر قواعد القانون الدولي, حيث لا يحق لأحد حسب مفهومها, ومفهوم حاميتها واشنطن بأن تطالب بالافراج عنهم.‏

من المؤكد أن هذا العدوان مبيت, وأن حكومة تل أبيب قد حصلت على موافقة الإدارة الأميركية عليه, وإلا ما معنى تدمير البنية التحتية, وما علاقة هذه البنية بخطف الجندي الإسرائيلي?‏

لقد سبق لإسرائيل أن سربت قبل أسبوعين من العدوان عبر وسائل الاعلام إعدادها لعملية واسعة النطاق رداً على قذائف القسام على بلدة (سديروت) جنوب القطاع, التي كانت رداً على المجازر الإسرائيلية ضد الشيوخ والأطفال والنساء.‏

وهو ما أعلن عنه بوضوح اللواء عوزي دايان الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي, حينما نشر مقالاً في صحيفة (معاريف) الإسرائيلية يوم 28/6/2006 يقول فيه:( إن الهدف الأساسي لعملية (مطر الصيف) -الاسم الجديد للعدوان- هي ترميم قدرة الجيش الإسرائيلي على الردع, كي تستطيع إسرائيل, الانفصال عن الفلسطينيين.‏

يضيف دايان قائلاً: (كلنا نتطلع إلى تحرير جلعا وشاليت, ولكن ليست هذه المهمة الوحيدة لعملية (مطر الصيف) فالمهمة التي يجب أن يتولاها الجيش الإسرائيلي ثلاثية الأبعاد: تحرير الأسير وإعادة الأمن إلى سكان النقب الغربي, وترميم الردع الإسرائىلي).‏

وايغالاً في الحقد والعنصرية يطالب عوزي دايان بالاسراع باستكمال جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية بحجة الدفاع عن مستوطنات النقب الغربي وتوسيع عمليات الاغتيال المركزة لتشمل كل المسؤولين عن المقاومة.‏

وحتى المسؤولين في السلطة الفلسطينية واسترجاع المبادرة العسكرية بواسطة العمليات البرية, واستخدام الضغط على السلطة الفلسطينية أو قطع الكهرباء عن بيت لاهيا وبيت حانون في الضفة الغربية المحتلة.‏

يتابع عوزي دايان قائلاً: يجب أن تخدم العملية العسكرية هدفاً سياسياً أمنياً هو المبادرة إلى الانفصال عن الفلسطينيين, فاذا لم نستعد الردع لن نقدر على إيجاد الرد الأمني على صواريخ القسام, ولا المبادرة إلى الانفصال عن (يهودا والسامرة).‏

وإذا لم نفعل ذلك لن يستطيع أولادنا العيش في دولة يهودية وهذا ينبغي أن يكون هدف عملية (مطر الصيف) بحيث يمكن في الشتاء العودة إلى خطة الفصل المعروفة باسم (الانطواء) وجعلها قابلة للتنفيذ.‏

إذن, هذا هو المخطط ولا علاقة للجندي المخطوف بذلك, لقد وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في العدوان الأخير فرصته التاريخية, فهذا الارهابي, كما معلمه شارون يجسد العنصرية الصهيونية, فهو يكره العرب, ولا تستقيم حياته إلا من خلال القتل والعدوان, وعمليات الإبادة الجماعية, وحرمان الفلسطينيين من أي وجود سياسي مستقل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية